ماذا حدث؟
منذ أواخر نوفمبر 2025، كثفت إيران جهودها لإعادة بناء شبكتها الإقليمية بعد الضربات الإسرائيلية القاسية التي قضت على معظم قادة الصف الأول في حزب الله والحوثيين.
تقارير إسرائيلية كشفت أن طهران تهرّب أسلحة متطورة إلى حزب الله عبر سوريا، وتزوّد الحوثيين بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة جديدة، وتعيد تفعيل خلايا في الضفة الغربية.
اللافت هو الكشف عن الدور المباشر لقادة حزب الله الذين اغتيلوا تباعاً (مثل هيثم الطبطبائي، ومحمد سرور، وعلي الأشمر، وباسل شكر) في بناء القدرات الحوثية على مدى تسع سنوات، حيث دربوا الحوثيين ميدانياً وشاركوا في تصميم طائراتهم المسيرة وصواريخهم.
إسرائيل تعتبر نهاية 2025 موعداً حاسماً لنزع سلاح حزب الله، فتسارعت طهران لإعادة تموضع قواتها تحسباً لجبهة متعددة الأطراف.
لماذا هذا مهم؟
هذه التحركات تُظهر أن إيران تحولت من استراتيجية “الصبر الاستراتيجي” إلى محاولة استعادة الردع بأسرع وقت. الارتباط المباشر بين حزب الله والحوثيين لم يعد سراً، بل أصبح شبكة عملياتية متكاملة تشمل التدريب والتسليح والتنسيق الميداني.
فقدان قادة مثل الطبطبائي (الذي أشرف على بناء الحوثيين تسع سنوات) وسرور (مهندس القوة الجوية الحوثية) يُمثل ضربة معرفية هائلة، لكن إيران تسعى لتعويضها بتدفق أسلحة جديدة.
هذا يعني أن أي حرب قادمة لن تكون محدودة بلبنان أو غزة، بل قد تشمل اليمن وسوريا والعراق والضفة في وقت واحد، مما يرفع تكلفة أي عملية إسرائيلية كبرى ويجعل المنطقة على شفا مواجهة شاملة.
ماذا بعد؟
خلال الأشهر الستة المقبلة، ستحاول إيران إكمال إعادة تسليح حزب الله بصواريخ دقيقة ومسيرات جديدة، وتزويد الحوثيين بصواريخ قادرة على ضرب إيلات والبحر الأحمر بكثافة أكبر.
من المتوقع أن نشهد تصعيداً تدريجياً من الحوثيين في البحر الأحمر، ومحاولات لحزب الله استعادة القدرة على إطلاق مئات الصواريخ يومياً بحلول صيف 2026.
إسرائيل سترد باغتيالات مكثفة داخل لبنان وسوريا واليمن، وربما عملية واسعة في جنوب لبنان إذا لم يتم نزع السلاح بحلول يونيو 2026.
في أسوأ السيناريوهات، قد نشهد تنسيقاً حوثياً-حزب الله لضرب أهداف إسرائيلية في وقت واحد، مما يفتح جبهتين بعيدتين جغرافياً لكن متصلتين عملياتياً.
المواجهة القادمة لن تكون حرباً بالوكالة، بل صداماً مباشراً بأذرع أقوى وأكثر تنسيقاً من أي وقت مضى.