ماذا حدث؟
في 26 نوفمبر 2025، تعرض حقل كورمور للغاز في محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق لهجوم بطائرة مسيرة، مما أدى إلى اندلاع حريق كبير في مستودع وتوقف كامل للإنتاج، دون تسجيل إصابات أو قتلى.
يُعد الحقل أحد أكبر حقول الغاز في العراق، يمتد على 33 كيلومتراً بين كركوك والسليمانية، ويوفر 67% من احتياجات إقليم كردستان من الكهرباء، بالإضافة إلى تصدير جزء منها إلى محافظات أخرى.
أسفر الهجوم عن انخفاض الإنتاج الكهربائي بـ2600 ميغاواط، مما قلّص التزويد إلى خمس ساعات يومياً في الإقليم.
أعلنت وزارة الثروات الطبيعية في كردستان تشكيل لجنة تحقيق مشتركة مع بغداد برئاسة وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، مع مشاركة رئيس المخابرات الوطني ووزير داخلية الإقليم، ودعم من التحالف الدولي.
أكدت اللجنة أن نتائجها ستُعلن خلال 72 ساعة، ووصل وفد أمني إلى الموقع لجمع أدلة.
دعت واشنطن إلى محاسبة المنفذين، وأدانت بعثة الأمم المتحدة الهجوم كتهديد للنظام الفيدرالي.
لماذا هذا مهم؟
يُعد هجوم كورمور ضربة اقتصادية وأمنية مباشرة لإقليم كردستان، حيث يُشكل الحقل عموداً فقرياً للطاقة، ويُغطي 80% من احتياجات محطات الكهرباء، مما يُفاقم أزمة الطاقة الحادة في الإقليم ويُهدد الاستقرار الاجتماعي.
التحقيق المشترك بين بغداد وأربيل يُمثل اختباراً للتعاون الفيدرالي بعد سنوات من التوتر، خاصة مع اتهامات كردية لفصائل شيعية مدعومة من إيران بالوقوف خلف الهجمات، كما حدث في هجمات سابقة على حقول نفطية منذ 2021.
واشنطن، التي ترى في الهجوم تهديداً للاستثمارات الأمريكية، تُضغط لمحاسبة “الجماعات المسلحة غير القانونية”، مما يُعزز دورها كضامن للطاقة العراقية.
كما أن الهجوم يأتي في سياق سلسلة استهدافات (10 هجمات منذ 2021)، يُشير إلى فشل الإجراءات الرادعة ويُهدد بتعطيل التصدير إلى تركيا وأوروبا.
ماذا بعد؟
مع انتهاء الـ72 ساعة، من المتوقع أن تُعلن اللجنة نتائجها يوم الأحد 30 نوفمبر، ربما باتهام فصائل شيعية مدعومة إيرانياً، مما يُؤدي إلى اعتقالات وإجراءات أمنية مشتركة بين بغداد وأربيل.
إذا ثبت التورط الإيراني، ستُفرض عقوبات أمريكية إضافية، وتُعزز التعاون الأمني بين الإقليم وبغداد.
الحقل سيستأنف الإنتاج التجريبي خلال أيام، لكن الإصلاحات قد تستغرق أسابيع، مما يُطيل أزمة الكهرباء.
على المدى المتوسط، سيُدفع العراق إلى تنويع مصادر الغاز وتعزيز الحماية، مع دعم أمريكي للاستثمارات في كردستان.
في النهاية، يُمثل الهجوم تحذيراً من مخاطر الفراغ الأمني، وقد يُسرّع في توحيد الجهود العراقية ضد التهديدات الخارجية.