كيف تتحايل جماعة الإخوان على تصنيفها بأمريكا؟

كيف تتحايل جماعة الإخوان على تصنيفها بأمريكا؟

ماذا حدث؟

في نوفمبر 2025، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراراً رسمياً بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية أجنبية، مع إدراج 29 كياناً وجمعية تابعة لها في الولايات المتحدة على قوائم العقوبات.

شملت القائمة منظمات بارزة مثل المجلس الإسلامي للعلاقات العامة (كير)، والمنظمة الإسلامية بشمال أمريكا، ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، وعدداً من الجمعيات الطلابية والشبابية.

بدأت الجماعة فوراً في التحرك عبر تكليف مكاتب محاماة دولية كبرى لرفع دعاوى قضائية ضد القرار، وأعدت جبهة محمود حسين في إسطنبول ورقة تحليلية تصف القرار بأنه تحول استراتيجي أمريكي لاجتثاث الإسلام السياسي.

في الوقت نفسه، كلفت جبهة لندن قياديين أوروبيين بتحصين الأصول والشركات في بريطانيا ودول أخرى، ونقل بعض الاستثمارات إلى كيانات جديدة بأسماء محايدة.

لماذا هذا مهم؟

يُعد التصنيف الأمريكي أخطر ضربة تتلقاها الجماعة منذ عقود، لأنه يُتيح تجميد الأرصدة، مصادرة الممتلكات، وملاحقة الأفراد والكيانات قانونياً داخل الولايات المتحدة، كما يشجع دولاً حليفة على اتخاذ إجراءات مماثلة.

الجماعة كانت تعتمد على شبكتها الأمريكية لجمع التبرعات، التأثير السياسي، وحشد أصوات المسلمين في الانتخابات، وفقدت الآن هذه المنصة الرئيسية.

كما أن القرار يضع ضغطاً هائلاً على الدول الأوروبية التي لا تزال تتعامل مع فروع الإخوان كجمعيات خيرية أو سياسية، ويُسرّع من عملية تفكيك البنية المالية والتنظيمية التي استغرقت عقوداً لبنائها.

داخلياً، يُفاقم القرار الانقسامات بين جبهات الجماعة، حيث تتبنى كل جبهة خطاباً مختلفاً بين المقاومة القانونية والتخويف من تداعياته.

ماذا بعد؟

ستواصل الجماعة استراتيجية التحايل عبر ثلاثة مسارات رئيسية:

أولاً، رفع دعاوى قضائية طويلة الأمد في المحاكم الأمريكية لتأخير التنفيذ.

ثانياً، إعادة هيكلة الكيانات عبر إنشاء جمعيات جديدة بأسماء محايدة وإدارات غير مرتبطة علناً بالإخوان.

ثالثاً، نقل المراكز المالية والإعلامية إلى دول أكثر تساهلاً مثل ماليزيا وقطر وتركيا، مع الاعتماد أكثر على المنصات الرقمية والعملات المشفرة للتمويل.

على المدى القريب، ستشهد الجماعة تجميد عشرات الحسابات وإغلاق مكاتب، لكنها ستحاول الحفاظ على نفوذها السياسي عبر شخصيات مستقلة أو أحزاب صغيرة.

في النهاية، سيُجبر التصنيف الإخوان على العمل تحت الأرض بشكل أكبر، مما قد يُضعف قدرتها على الحشد العلني لكنه يُعزز من قدرتها على التخفي والاستمرار.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *