ماذا يحدث؟
يتجه تلسكوب تابع لوكالة ناسا في مدار الأرض نحو السقوط ببطء، مع احتمال بنسبة 90% لعودة غير متحكم بها إلى الغلاف الجوي بنهاية عام 2027.
ومع تسارع فقدانه للارتفاع بسبب النشاط الشمسي المتزايد، أصبحت الحاجة ماسة لتدخل عاجل لإطالة عمره العلمي وتجنب عودته غير المتحكم بها.
من يقود مهمة الإنقاذ؟
للتعامل مع هذا التهديد، كلفت ناسا شركة ناشئة متخصصة في رحلات الفضاء، مقرها فلاغستاف في أريزونا، بتنفيذ خطة إنقاذ جريئة.
حصلت شركة Katalyst Space Technologies على منحة قيمتها 30 مليون دولار لرفع مدار مرصد سويفت، أو ما يُعرف بمهمة Neil Gehrels Swift Observatory المخصصة لرصد انفجارات أشعة غاما، التي تُعد أشد الانفجارات عنفًا في الكون المعروف.
مركبة الإنقاذ LINK
تطور الشركة مركبة فضائية تدعى LINK، مصممة للالتحام تلقائياً مع المرصد ونقله إلى مدار أكثر استقرارًا.
ونظرًا لعدم وجود منافذ مخصصة للالتقاط في المرصد، ستستخدم المركبة آلية روبوتية للتصاق جزء من جسم القمر الصناعي وضبط مداره بدقة.
السباق مع الوقت
تملك “كاتاليست” أقل من ثمانية أشهر لإطلاق مركبة الإنقاذ، مع موعد نهائي للإطلاق في يونيو 2026.
وبحلول منتصف 2026، أصبح هناك احتمال بنسبة 50% لعودة المرصد بشكل خارج عن السيطرة، وترتفع النسبة إلى 90% بنهاية عام 2027.
ورغم أن المرصد سينصهر بالكامل في الغلاف الجوي دون تهديد للبشر، إلا أن ناسا و”كاتاليست” تطمحان لإطالة عمره العلمي واستمرار مهمته الرصدية.
صاروخ Pegasus وحيلة الإطلاق الجوي
اختارت الشركة صاروخ Pegasus من Northrop Grumman لإطلاق المهمة.
يتميز الصاروخ بإمكانية الإطلاق من الجو:
يسقط من طائرة على ارتفاع 40 ألف قدم، ثم يسقط حراً لخمس ثوان قبل إشعال محركه والصعود إلى المدار.
وقد تراجعت شعبيته مع ظهور صواريخ أرضية أرخص، وستكون هذه المهمة أولى رحلاته منذ 2021.
وتؤكد “كاتاليست” أن Pegasus هو النظام الوحيد القادر على تلبية متطلبات المدار والجدول الزمني والميزانية في آن واحد.
التحديات المدارية
يدور مرصد سويفت حول الأرض بميل 20.6 درجة لتجنب منطقة “شذوذ جنوب الأطلسي”، وهي منطقة ضعف في المجال المغناطيسي للأرض تعرض الأقمار الصناعية لمستويات إشعاع أعلى.
هذا المدار الخاص يتطلب كمية هائلة من الوقود إذا أُطلق من منصات أرضية تقليدية، لكن تصميم الإطلاق الجوي لصاروخ Pegasus يتغلب على هذه العقبة بكفاءة.
ماذا بعد؟
بعد نشر مركبة LINK في المدار، ستبدأ سلسلة من المناورات الدقيقة للاقتراب من المرصد. وبفضل الآلية الروبوتية الخاصة، ستتم عملية الالتصاق وتعديل مدار سويفت لضمان استقرار مهمته العلمية لسنوات إضافية.