ما مستقبل غزة بعد قرار مجلس الأمن؟

ما مستقبل غزة بعد قرار مجلس الأمن؟

ماذا حدث؟

في ساعات الفجر الأولى من 18 نوفمبر 2025، اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار الأمريكي الخاص بغزة بأغلبية 13 صوتاً مقابل امتناع روسيا والصين فقط، دون استخدام الفيتو.

القرار يُفعّل المرحلة الثانية من خطة دونالد ترامب المكونة من 20 بنداً، ويُنشئ سلطتين: قوة استقرار دولية تتولى نزع السلاح الكامل من غزة وتدمير البنية التحتية العسكرية، ومجلس سلام انتقالي يرأسه ترامب شخصياً يشرف على الإدارة والإعمار حتى نهاية 2027.

النص يؤكد تثبيت وقف إطلاق النار الدائم، ويفتح الباب صراحة لأول مرة أمام مسار نحو دولة فلسطينية بعد إصلاح السلطة الفلسطينية وإعادة إعمار القطاع.

رحبت السلطة الفلسطينية بالقرار وأكدت جاهزيتها لتحمل المسؤولية الكاملة، بينما رفضته حماس جملة وتفصيلاً واعتبرته “وصاية دولية” و”نزع سلاح المقاومة” و”فصلاً لغزة عن باقي الأراضي الفلسطينية”.

لماذا هذا مهم؟

لأول مرة منذ احتلال غزة عام 1967، يصبح هناك قرار ملزم من مجلس الأمن يفرض إدارة دولية انتقالية على القطاع، ويربط الإعمار بأفق سياسي واضح نحو دولة فلسطينية.

القرار يُنهي فعلياً سيطرة حماس العسكرية، ويضع غزة تحت سلطة دولية لأكثر من عامين، ويُلزم إسرائيل بالانسحاب التدريجي مع تقدم عملية نزع السلاح.

بالنسبة للفلسطينيين، يُمثل القرار أكبر إنجاز دبلوماسي منذ قرار التقسيم 1947، لأنه يضع الدولة الفلسطينية على جدول أعمال الأمم المتحدة رسمياً.

أما بالنسبة لإسرائيل، فهو يُحقق هدفين استراتيجيين: نزع سلاح غزة بالكامل، وإنهاء حكم حماس دون أن تتحمل تل أبيب مسؤولية الإدارة اليومية.

أخيراً، يُكرس القرار الدور الأمريكي كضامن وحيد للعملية، متجاوزاً الأمم المتحدة التقليدية والرباعية الدولية.

ماذا بعد؟

خلال الأسابيع القليلة القادمة، ستبدأ مفاوضات عاجلة في نيويورك لوضع اللمسات الأخيرة على تشكيل قوة الاستقرار الدولية (من المتوقع مشاركة مصر والأردن والإمارات والنرويج ودول أوروبية)، ومجلس السلام الانتقالي.

بحلول يناير 2026، ستدخل القوة الدولية غزة فعلياً، وتبدأ عملية نزع السلاح، مما يعني نهاية فعلية لحكم حماس العسكري، وفي الوقت نفسه، ستُشكل لجنة إصلاح السلطة الفلسطينية برعاية عربية-أمريكية لتوحيد المؤسسات بين الضفة وغزة.

إذا نجحت العملية، فإن غزة ستتحول بحلول 2028 إلى منطقة منزوعة السلاح تماماً، مزدهرة اقتصادياً، وجزء من دولة فلسطينية قادمة.

أما إذا رفضت حماس التعاون أو حاولت عرقلة نزع السلاح، فستواجه القوة الدولية تفويضاً باستخدام القوة، وقد تُستأنف العمليات العسكرية الإسرائيلية بغطاء دولي كامل.

في كلتا الحالتين، انتهى عصر غزة كما عرفناه منذ 2007، وبدأ عصر جديد عنوانه: إما الدولة أو الوصاية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *