ماذا حدث؟
في 16 نوفمبر 2025، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو نية واشنطن تصنيف “كارتل دي لوس سوليس” (كارتل الشموس) الفنزويلي كمنظمة إرهابية أجنبية، في خطوة وُصفت بأنها الأخطر منذ عقوبات 2017.
الكارتل، الذي يُعتقد أنه شبكة غير رسمية داخل الجيش والاستخبارات الفنزويلية، يحمل اسمه من النجوم الشمسية على شارات الضباط الكبار، ويُتهم بتسهيل مرور الكوكايين الكولومبي عبر فنزويلا إلى الولايات المتحدة وأوروبا، باستخدام مطارات عسكرية وموانئ حكومية، والتعاون مع كارتلات مكسيكية وفنزويلية أخرى.
سبق أن وجهت وزارة العدل الأمريكية تهماً للرئيس نيكولاس مادورو و14 مسؤولاً كبيراً في 2019، مع مكافآت تصل إلى 15 مليون دولار، وتزامن الإعلان الجديد مع تعزيزات بحرية أمريكية ضخمة في الكاريبي أسفرت عن مقتل 83 شخصاً في عمليات ضد قوارب تهريب، حسب أرقام واشنطن.
لماذا هذا مهم؟
يُشكل التصنيف المرتقب تحولاً نوعياً في النزاع الأمريكي-الفنزويلي، إذ يحول الاتهامات من “تهريب مخدرات” إلى “إرهاب دولي”، مما يمنح واشنطن أدوات قانونية وعسكرية أقوى بكثير.
يسمح القرار بتجميد فوري لأصول أي مسؤول فنزويلي مرتبط، وملاحقات جنائية دولية، وإمكانية تنفيذ ضربات على أهداف تُعتبر إرهابية دون الحاجة إلى إعلان حرب.
كما يُعزل النظام الفنزويلي مالياً وسياسياً، ويُضعف قدرته على بيع النفط عبر وسطاء، ويُقرب كاراكاس أكثر من موسكو وطهران.
بالنسبة لواشنطن، يُعد التصنيف جزءاً من استراتيجية أوسع لقطع مصادر تمويل النظام وكبح نفوذ روسيا والصين في أمريكا اللاتينية، خاصة بعد فشل المفاوضات حول الانتخابات الفنزويلية واستمرار الأزمة السياسية الداخلية.
ماذا بعد؟
إذا صدر التصنيف رسمياً خلال الأسابيع القادمة، ستتسع دائرة العقوبات لتشمل عشرات المسؤولين الجدد، مع احتمال فرض حظر جوي وبحري شبه كامل على فنزويلا، وتوسيع العمليات العسكرية الأمريكية في الكاريبي تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.
من المتوقع رد فعل فنزويلي حاد يشمل طرد الدبلوماسيين الأمريكيين المتبقين، وتسريع التحالف مع روسيا (تسليح) وإيران (نفط مقابل بنزين)، وربما إغلاق قناة بنما أمام السفن الأمريكية كورقة ضغط.
في المدى المتوسط، قد يؤدي الضغط إلى انشقاقات داخل الجيش الفنزويلي أو انهيار اقتصادي كامل يفتح الباب لسيناريوهات تغيير النظام، لكن في المدى القريب يبقى التصعيد الأرجح، مع مخاطر تحول التوتر إلى مواجهة عسكرية محدودة في الكاريبي.
الخلاصة أن كارتل الشموس تحول من اتهام سياسي إلى سلاح قانوني قد يُغير قواعد اللعبة بين واشنطن وكاراكاس لسنوات.