ماذا حدث؟
في 10 نوفمبر 2025، زار الرئيس السوري أحمد الشرع البيت الأبيض لأول مرة في تاريخ سوريا، مُلتقياً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في لقاء وُصف بـ”التاريخي”.
دخل الشرع من المدخل الجانبي دون مراسم رسمية أو كاميرات، كزيارة “خاصة” لا “دولة”، وفق السفير السوري بسام بربندي، مع غياب رفع الأعلام أو استقبال علني.
استمر اللقاء ساعات، ركز على رفع عقوبات “قيصر”، وانضمام سوريا للتحالف ضد داعش، واتفاق أمني محتمل مع إسرائيل قبل نهاية العام.
أعلنت وزارة الخزانة تمديد إعفاءات “قيصر” 180 يوماً، مع استثناء معاملات روسية-إيرانية.
خارج البيت الأبيض، احتفل عشرات السوريين بدبكة وأعلام، مُطالبين برفع العقوبات كلياً، بينما أشاد ترامب بالشرع كـ”قائد قوي”، مُعدًا بـ”إنجاح سوريا”.
الزيارة تعد اللقاء الثالث بين ترامب والشرع بعد الرياض (مايو) ونيويورك (سبتمبر)، مع ترقب جولة مفاوضات سورية-إسرائيلية.
لماذا هذا مهم؟
يُمثل اللقاء تحولاً جذرياً في العلاقات الأمريكية-السورية، أول زيارة رئيس سوري للبيت الأبيض منذ 1946، مُعترفًا بالشرع كشريك بعد سقوط الأسد في ديسمبر 2024، مُعززاً الاستقرار بعد حرب أهلية أودت بـ800 ألف قتيل.
رفع جزئي لـ”قيصر” (16 مليار دولار مجمدة) يُخفف الأزمة الإنسانية (90% فقر، 7.9 مليون مهاجر)، مُشجعاً إعادة الإعمار وانضمام سوريا للتحالف ضد داعش، الذي يُحاول العودة.
الزيارة تُعزز دور ترامب كـ”صانع سلام”، مُقللاً نفوذ إيران وروسيا، مع اتفاق أمني محتمل يُنهي التوترات الجنوبية.
داخلياً، يُعزز الشرع شرعيته، مُطمئناً السوريين بعد عودة 500 ألف لاجئ، لكن الدخول من الباب الجانبي يُثير تساؤلات عن “مساواة” الزيارة، مُعكساً حذرًا أمريكيًا من انتقادات داخلية.
ماذا بعد؟
مع تمديد الإعفاءات، ستُكثف واشنطن الضغط لانضمام سوريا للتحالف، مع جولة مفاوضات سورية-إسرائيلية في ديسمبر، ربما بوساطة أمريكية-قطرية، لاتفاق أمني يُنهي التوغلات.
قد يُرفع “قيصر” كلياً في 2026 إذا نجح التعاون ضد داعش، مُعززاً الإعمار بعودة استثمارات خليجية.
على المدى الطويل، يُعيد اللقاء سوريا للنظام الدولي، لكن فشل الإصلاحات الداخلية سيُعيد التوترات، مُذكراً بضرورة إجراء مصالحة داخلية لاستقرار دائم.
