زهران ممداني.. لماذا يكرهه ترامب؟

زهران ممداني.. لماذا يكرهه ترامب؟

ماذا حدث؟

في 4 نوفمبر 2025، فاز زهران ممداني (34 عاماً)، نجل المفكر الهندي فيجاي براشاد، برئاسة بلدية نيويورك بأغلبية 52%، مُهزماً الحاكم السابق أندرو كومو (ديمقراطي معتدل) والجمهوري كورتيس سليوا.

أصبح أول مسلم وأصغر رئيس بلدية في تاريخ المدينة، وأول اشتراكي ديمقراطي يتولى المنصب منذ 1960. خلال خطاب النصر في أستوريا، أعلن ممداني: «نيويورك ستكون النور في هذا الظلام السياسي»، مُعدّاً بـ«إسكان مجاني للمعدمين، حافلات مجانية، ودور حضانة عامة».

رد ترامب فوراً على «تروث سوشيال» مُسمياً ممداني «شيوعياً يكره اليهود»، مُهدداً بحجب 12 مليار دولار سنوياً من الإعانات الفيدرالية. في اليوم نفسه، ألغى البيت الأبيض دعوة ممداني لاحتفال عيد الشكر، وأمر مكتب الإدارة والميزانية بمراجعة كل عقد فيدرالي مع المدينة.

انتشرت حملة #DeportMamdani على منصات يمينية، بينما احتفل اليسار الأمريكي بـ«فجر جديد».

لماذا هذا مهم؟

يُمثل فوز ممداني أول اختبار حقيقي لسلطة ترامب التنفيذية بعد الإغلاق الحكومي، حيث يسيطر على أكبر مدينة أمريكية (8.8 مليون نسمة، ميزانية 114 مليار دولار).

ممداني، الذي دافع عن فلسطين وانتقد إسرائيل علناً، يُشكل تهديداً رمزياً للجمهوريين، مُعززاً اليسار الشاب (Gen Z) الذي صوّت بنسبة 68% له.

هجوم ترامب يكشف استراتيجيته: معاقبة المدن الزرقاء مالياً لكسر الديمقراطيين، لكن نيويورك تمول نفسها بنسبة 70%، مما يُضعف التهديد.

كما يُبرز انقساماً داخل الديمقراطيين: شومر وكومو رفضا دعمه، بينما ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز احتفلت بـ«انتصار الاشتراكية».

دولياً، يُشجع الفوز حركات يسارية في أمريكا اللاتينية وأوروبا، مُعززاً صورة «نيويورك المقاومة».

ماذا بعد؟

سيُتسلم ممداني المنصب في 1 يناير 2026، مُطبقاً «خطة 100 يوم»: تجميد الإيجارات، حافلات مجانية، ومدارس مجانية للأطفال دون 5 سنوات.

ترامب سيُصدر أوامر تنفيذية لتجميد 8 مليارات من الإعانات، لكن المحكمة العليا قد تُبطلها كـ«عقاب سياسي»

 نيويورك ستُقاضي واشنطن، مُستفيدةً من دعم كاليفورنيا وإلينوي. طويل الأمد، قد يُشعل الفوز ثورة يسارية في 2026، مع ترشح ممداني للكونغرس 2028، مُعززاً «الاشتراكية الديمقراطية» كبديل لترامب.

لكن الصراع سيُكلف المدينة 2-3 مليارات، مُعيقاً الخدمات، ويُهدد بـ«حرب باردة» بين البيت الأبيض والبلديات الزرقاء، مُعيدًا أمريكا إلى انقسامات 1860.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *