ماذا حدث؟
في 4 نوفمبر 2025، توفي ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي السابق (2001-2009)، عن 84 عاماً بعد معاناة طويلة مع أمراض القلب، تاركاً إرثاً سياسياً مثيراً للجدل.
أعلنت عائلته الخبر، ونعته الرئيس دونالد ترامب بـ”عملاق المحافظين”، بينما أشادت ابنته ليز تشيني بـ”خدمته لأمريكا”.
في ساعاته الأخيرة، أصدر تشيني بياناً مكتوباً ينتقد فيه ترامب، مؤكداً دعمه لكامالا هاريس في انتخابات 2024، ومُحذراً من “خطر السلطوية”.
كان تشيني قد أيد هاريس علناً في أغسطس 2024، مُبرراً بأن “الدستور أهم من الحزب”، مما أثار غضب قاعدة ترامب.
في جنازته الرسمية المقررة في 7 نوفمبر بواشنطن، أُعلن حضور بايدن وأوباما وبوش الابن، لكن ترامب رفض الحضور، مُفضلاً مؤتمراً انتخابياً في فلوريدا.
لماذا هذا مهم؟
يُعد تشيني مهندس السياسة الخارجية الأمريكية في القرن 21، كونه “الرئيس الظل” في إدارة بوش الابن، حيث دفع لغزو العراق 2003 بناءً على معلومات مُضللة عن أسلحة دمار شامل، مُكلفاً أمريكا 3 تريليون دولار و600 ألف قتيل عراقي، ومُثيراً اتهامات بتضارب مصالح مع شركته السابقة هاليبرتون.
كما أسس برنامج التجسس الداخلي دون مذكرات قضائية، وعزز معتقل “غوانتانامو”، مُعززاً السلطة التنفيذية على حساب الكونغرس.
دعمه لهاريس 2024، رغم جمهوريته، كان صدمة، مُحذراً من “ترامب السلطوي”، مُعكساً انشقاقاً في المحافظين التقليديين.
وفاته تُنهي عصر “المحافظين الجدد”، مُذكرةً بتكلفة الحروب غير المبررة، وتُعيد النقاش حول التوازن بين الأمن والحريات.
ماذا بعد؟
ستُقام جنازة رسمية في الكابيتول، مع تكريم من بايدن وأوباما، لكن غياب ترامب يُعكس الانقسام، وقد يُصدر الكونغرس قراراً تكريمياً، مع نقاشات حول إرث تشيني في لجان الدفاع.
ابنته ليز، المُطرودة من الحزب بسبب معارضتها لترامب، ستُعزز حملتها لـ”جمهوريين ضد ترامب” في 2026.
على المدى الطويل، سيُدرس إرثه في كتب التاريخ كـ”مهندس الحرب على الإرهاب” في الغرب، و”مهندس تخريب العراق واحتلاله” في الشرق.