ماذا حدث؟
عادت إسرائيل إلى شن غارات جوية عنيفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل نحو 65 فلسطينياً خلال 24 ساعة، بما في ذلك 12 طفلاً، وإصابة عشرات آخرين، وفق مصادر طبية فلسطينية.
استهدفت الغارات خيام نازحين قرب مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وساحة بلديتها، ومبانٍ سكنية في مخيم البريج وحي الصبرة بغزة، وخان يونس جنوباً، حيث دُمرت ثمانية منازل وخمس خيام ومركبة مدنية، مما أدى إلى مقتل خمسة من عائلة واحدة.
أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي في قتال جنوب غزة، واتهم حماس بانتهاك وقف إطلاق النار الساري منذ 10 أكتوبر بإطلاق نار على قواته في رفح، مما دفع نتنياهو إلى أمر “ضربات قوية” للقضاء على “التهديدات”.
نفت حماس تورطها، معتبرة الغارات “انتهاكاً صريحاً”، وأعلنت تأجيل تسليم جثة رهينة آخر بسبب التصعيد، الذي يأتي بعد تسليم 20 رهينة حياً و16 جثة، مع بقاء 12 جثة عالقة بسبب الركام.
أكد ترامب أن الاتفاق “لن يتعرض للخطر”، لكنه أعطى “ضوءاً أخضراً” لرد محسوب.
لماذا هذا مهم؟
تعكس عودة الغارات اختباراً خطيراً للهدنة الهشة، التي توسط فيها ترامب قبل ثلاثة أسابيع كإنجاز دبلوماسي، وسط اتهامات متبادلة تهدد بانهيارها، مما يُعيد المنطقة إلى دوامة القتل والدمار بعد سنتين من الصراع أوديا بحياة 1200 إسرائيلي و66 ألف فلسطيني.
الغارات تُستهدف كـ”عقاب” لمماطلة حماس في إعادة الجثث، لكنها تُفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، حيث يُعاني النازحون من نقص الغذاء والرعاية الطبية، وتُثير غضباً دولياً، كما حذرت الأمم المتحدة من “انتهاكات” ودعت لفتح ممرات إغاثة.
أمريكياً، يُظهر الدعم المحدود لإسرائيل توازناً دقيقاً: تمسك بالهدنة لتجنب حرب إقليمية، لكنه يُسمح برد للحفاظ على الضغط على حماس، مما يُعزز دور واشنطن كوسيط لكن يُهدد مصداقيتها.
داخلياً، يُضعف نتنياهو الغارات أمام ضغوط عائلات الرهائن، بينما تُستغل حماس التصعيد لتبرير التأخير، مما يُعيق إعادة الإعمار ويُطيل معاناة المدنيين.
ماذا بعد؟
مع بقاء 12 جثة عالقة، قد تُكثف إسرائيل الغارات المحدودة للضغط على حماس، مستفيدة من “الضوء الأخضر” الأمريكي، لكنها تنتظر موافقة واشنطن لأي تصعيد أوسع لتجنب انهيار الهدنة.
ترامب قد يُصدر إنذاراً صارماً لحماس لإعادة الجثث خلال أيام، مقابل تسهيلات إغاثة، مما يُعزز الوساطة المصرية في عمليات الاسترداد.
إذا استمرت الانتهاكات، قد تُؤدي إلى تأجيل تسليم المزيد من الجثث، مما يُشعل احتجاجات في تل أبيب ويُضعف نتنياهو.
على المدى الطويل، يتطلب الاستقرار تنفيذاً كاملاً للاتفاق، مع إشراف دولي للإغاثة، لكن الفشل قد يُعيد الحرب الكاملة، مُفاقماً الأزمة الإنسانية ومُهدداً التوازن الإقليمي، شريطة عدم تدخل حاسم من الأمم المتحدة.