ملفات ساخنة في قمة ترامب وشي.. كيف تتأثر روسيا؟

ملفات ساخنة في قمة ترامب وشي.. كيف تتأثر روسيا؟

ماذا حدث؟

مع اقتراب لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في 30 أكتوبر 2025، على هامش قمة التعاون الاقتصادي آسيا-المحيط الهادئ (APEC) في بوسان بكوريا الجنوبية، أكدت التقارير الرسمية أن الملفات الرئيسية ستشمل التجارة، تايوان، والعلاقات مع روسيا، وهي نفس القضايا التي سيطرت على لقائهما الأخير في 2019.

أعلن ترامب، في تصريحات قبل مغادرته واشنطن، أن الصين ستساعد في إنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى مناقشة الفينتانيل، الصويا، المعادن النادرة، والطاقة النووية.

سبق ذلك مفاوضات تجارية في كوالالمبور بماليزيا، حيث وصلت الولايات المتحدة والصين إلى إطار اتفاق يهدف إلى تخفيف التوترات، وسط تصعيد ترامب للرسوم الجمركية العالمية.

بالنسبة لتايوان، أجرت الصين تدريبات عسكرية قرب مضيقها قبل أيام، بينما أوقفت إدارة ترامب بيع أسلحة بقيمة 400 مليون دولار لتايوان، مما أثار تساؤلات حول تنازلات محتملة.

أما روسيا، فقد أكدت واشنطن أنها ستطالب بكوريا الشمالية والصين بالضغط على موسكو لوقف الحرب.

لماذا هذا مهم؟

يأتي اللقاء بعد ست سنوات من آخر اجتماع، وسط توترات أمريكية-صينية تصل إلى ذروتها، حيث أدى الجيش التجاري في عهد ترامب الأول إلى “اتفاق المرحلة الأولى” في 2019، لكنه فشل في توسيع، ثم تفاقم بجائحة كوفيد والتوترات حول الجزر الصناعية.

اليوم، مع رسوم جمركية أمريكية تصل إلى 10% عالمياً، يفقد ترامب نفوذه على الحلفاء للضغط على بكين، كما حدث مع حظر هواوي في بريطانيا سابقاً، مما يجعل التجارة مفتاحاً لاستقرار الاقتصاد العالمي، خاصة مع اعتماد شركات مثل آبل على سلاسل التوريد الصينية.

أما تايوان، فشهدت تحولاً، في 2019، كانت السياسة الأمريكية شديدة تحت قيادة بومبيو، لكن إدارة ترامب الثانية تبدو أقل حدة، مع منع زيارة الرئيس التاواني لاي تشينغ-ته لنيويورك، مما يُفسر تنازلاً لبكين التي تطالب بتغيير الصيغة من “عدم دعم الاستقلال” إلى “معارضة الاستقلال”.

بالنسبة لروسيا، لم تعترف الصين بضم القرم أو أجزاء أوكرانيا، لكنها توفر تكنولوجيا مزدوجة الاستخدام وتشتري نفطاً بأسعار قاسية، مما يجعلها شريكاً مفيداً لموسكو المعزولة، ويُعزز نفوذ بكين في أوروبا.

هذه الملفات تُحدد مسار المنافسة العالمية، حيث يسعى ترامب لـ”صفقات كبيرة”، بينما تحافظ الصين على توازنها.

ماذا بعد؟

من المتوقع أن يُنتج اللقاء إعلاناً عن إطار تجاري يُخفف الرسوم على الصويا والفينتانيل مقابل شراء صيني أكبر للطاقة الأمريكية، لكن دون اتفاق شامل بسبب الرسوم العالمية التي تُضعف موقف واشنطن.

بالنسبة لتايوان، قد يُحافظ ترامب على الوضع الراهن، رافضاً تغيير الصيغة، لكنه قد يُقدم تنازلات رمزية مثل تأجيل بيع أسلحة، مما يُهدئ بكين مؤقتاً قبل تدريباتها العسكرية.

أما روسيا، فقد تُعد الصين نفسها لوساطة محدودة، مستفيدة من دفء علاقاتها مع ترامب تجاه موسكو، لكن دون التخلي عن مصالحها الاقتصادية، مما يُطيل الحرب في أوكرانيا.

على المدى الطويل، يُعزز اللقاء دبلوماسية ترامب “الصفقاتية”، لكنه يُواجه تحديات من الضغط الداخلي الأمريكي والحلفاء، وقد يُؤدي إلى تصعيد إذا فشل، مُفاقماً التوترات في آسيا.

في النهاية، سيُحدد النتائج ما إذا كان هذا لقاء “التحول” أم مجرد توقف مؤقت للتصعيد.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *