ماذا حدث؟
شهد لبنان خلال الساعات الـ24 الماضية سلسلة اغتيالات منسقة طالت قيادات بارزة في حزب الله، في عمليات وُصفت بأنها الأوسع منذ بدء التصعيد الحدودي مع إسرائيل.
وذكرت القناة 14 العبرية أن الاستخبارات الإسرائيلية تتابع التطورات عن كثب، مؤكدة استمرار العمليات طالما استمر الحزب في تهديد الحدود الشمالية.
وأفادت التقارير بأن أربع ضربات منفصلة داخل لبنان أودت بحياة خمسة من عناصر الحزب، ضمن تحرك استباقي لمنع إعادة بناء قدراته القتالية في الجنوب.
من هم القتلى الخمسة؟
زين العابدين حسين فتوني
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أحد القياديين في الوحدة المضادة للدروع ضمن قوة الرضوان، مشيرًا إلى أنه كان يعمل على إعادة بناء بنى تحتية عسكرية في جنوب لبنان.
محمد أكرم عربية
يُعد أحد قادة قوة الرضوان الخاصة، وتقول إسرائيل إنه كان مكلفًا بترميم القدرات القتالية للحزب وإعادة تأهيل بنيته العسكرية. وقد قُتل بغارة جوية إسرائيلية في منطقة القليعة جنوب لبنان.
عبد محمود السيد
استُهدف في منطقة الناقورة التي تُعد من أبرز مواقع نشاط الحزب في الأسابيع الأخيرة، وأسفرت الضربة عن مقتله على الفور.
علي حسين الموسوي
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تم القضاء عليه في منطقة البقاع، واصفًا إياه بأنه مهرب أسلحة وتاجر وسائل قتالية داخل صفوف حزب الله، وكان مسؤولًا عن نقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان ضمن منظومة التسليح التابعة للحزب.
الخامس (لم يُعلن اسمه رسميًا)
مصادر ميدانية لبنانية تحدثت عن سقوط عنصر خامس خلال إحدى الغارات، دون الكشف عن هويته حتى الآن.
لماذا هذا مهم؟
تُعد هذه الاغتيالات المتزامنة رسالة واضحة من تل أبيب إلى حزب الله، مفادها أن إسرائيل لن تتردد في توسيع دائرة الاستهداف داخل العمق اللبناني إذا استمر الحزب في عملياته عبر الحدود.
كما تعكس العمليات قدرة استخباراتية متقدمة في تحديد مواقع القيادات الميدانية للحزب بدقة، ما يرفع مستوى التوتر على الجبهة الشمالية إلى مستويات غير مسبوقة.
ويرى مراقبون أن ضرب خمسة قياديين في يوم واحد يمثل تحوّلًا نوعيًا في أسلوب المواجهة، إذ انتقلت إسرائيل من استهداف مواقع أو مخازن أسلحة إلى ضربات انتقائية ضد العقول الميدانية للحزب.
ماذا بعد؟
تتصاعد المخاوف من أن يرد حزب الله بشكل مباشر أو تدريجي على سلسلة الاغتيالات الأخيرة، ما قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من التصعيد العسكري على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
كما يُرجح أن تدفع هذه الضربات الحزب إلى تغيير تكتيكاته الميدانية وإعادة تموضع كوادره في الجنوب والبقاع تحسبًا لمزيد من العمليات الإسرائيلية.
وفي المقابل، تشير التقديرات إلى أن إسرائيل ستواصل سياسة “الضربات الوقائية” ما لم تُظهر بيروت أو طهران بوادر لتهدئة حقيقية في المنطقة.