مغامرة تحولت إلى كابوس.. إنقاذ سائحة إسبانية سقطت داخل هرم سنفرو

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

تحولت رحلة استكشافية لزائرة إسبانية إلى مغامرة مرعبة داخل أعماق هرم سنفرو المنحني بمنطقة دهشور الأثرية، بعد أن انزلقت على منحدر خشبي شديد الانحدار داخل أحد الممرات الضيقة، ما أدى إلى إصابتها بكسر محتمل في القدم.

فور تلقي الخط الساخن 123 بلاغًا بالحادث، استنفرت وزارة الصحة والسكان فرق الطوارئ، ووجّهت سيارة إسعاف وفريقًا طبيًا متخصصًا إلى الموقع.

لم تكن المهمة سهلة، إذ اضطر الفريق إلى دخول ممر لا يتجاوز مترًا واحدًا عرضًا ويمتد نحو 80 مترًا تحت الأرض، وسط ظروف خانقة وضعف في التهوية.

على مدار عدة ساعات، نفّذ المسعفون عملية إنقاذ دقيقة داخل الهرم، قدّموا خلالها الإسعافات الأولية، وثبّتوا السائحة باستخدام لوح العمود الفقري وحزام الأمان لتفادي تفاقم إصابتها، قبل أن يتمكنوا من رفعها بحذر شديد عبر الممرات الحجرية الضيقة وصولًا إلى الخارج.

وبعد رحلة صعبة داخل أعماق التاريخ، نُقلت السائحة إلى أحد المستشفيات القريبة لاستكمال العلاج، وسط إشادة واسعة بقدرات الطاقم الطبي المصري.

لماذا هذا مهم؟

يصف رئيس هيئة الإسعاف المصرية الدكتور عمرو رشيد العملية بأنها واحدة من أكثر المهمات تعقيدًا في تاريخ الهيئة، مشيرًا إلى أنها جرت في موقع أثري مغلق وعلى عمق كبير تحت الأرض، مع ضرورة الحفاظ على سلامة الأثر التاريخي أثناء الإنقاذ.

العملية لم تكن مجرد تدخل طبي، بل تحدٍ لوجستي وإنساني وأثري في آن واحد، عكس احترافية عالية وتنسيقًا دقيقًا بين الجهات المعنية بالصحة والآثار والطوارئ.

وأكدت وزارة الصحة والسكان أن ما جرى يُعدّ دليلًا على كفاءة وجاهزية الأجهزة المصرية للتعامل مع مختلف حالات الطوارئ، حتى في أكثر البيئات صعوبة وحساسية.

ماذا بعد؟

الحادثة فتحت نقاشًا داخل الأوساط الأثرية والسياحية حول إجراءات الأمان داخل المواقع القديمة، خاصة تلك التي تضم ممرات ضيقة ومنحدرات حادة.

ومن المنتظر أن تعمل الجهات المختصة على مراجعة شروط الزيارة وإجراءات السلامة داخل الهرم المنحني وغيره من المعالم المشابهة، لضمان حماية الزائرين دون المساس بطبيعة المواقع الأثرية.

أما السائحة الإسبانية، فقد تحولت تجربتها المخيفة إلى قصة إنقاذ مثيرة ترويها للعالم، تعكس في الوقت نفسه براعة الاستجابة المصرية وقدرتها على إنقاذ الأرواح وسط أعماق التاريخ.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *