ماذا حدث؟
في واقعة أثارت جدلاً سياسيًا ودينيًا واسعًا في الهند، تواجه النائبة ميدها كولكارني، العضو في حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، موجة انتقادات حادة بعدما قامت بما وصفته بأنه “تطهير لموقع تاريخي” في حصن شانيوار وادا بمدينة بونه، مستخدمة روث وبول البقر.
بداية الأزمة
تأتي هذه الخطوة المثيرة بعد أيام من انتشار مقطع فيديو أظهر مجموعة من النساء المسلمات وهنّ يؤدين الصلاة داخل الحصن الأثري، ما فجّر موجة من الغضب والانقسام في ولاية ماهاراشترا.
“تطهير” مثير للجدل
رافقت كولكارني مجموعة من النشطاء الهندوس إلى الموقع الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1736، وكان مركزًا لقوة البيشوا في عهد شعب الماراثا، قبل أن يدمّره حريق عام 1828.
وعقب انتشار الفيديو، سجلت شرطة بونه قضية جنائية ضد ثلاث نساء مجهولات الهوية بتهمة مخالفة القوانين المنظمة للمعالم الأثرية المحمية، ما أثار جدلاً حول ازدواجية المعايير في التعامل مع الحادث.
رد كولكارني: “ليس مسجدًا”
وفي مواجهة الانتقادات، دافعت كولكارني عن تصرفها قائلة: “حصن شانيوار وادا هو نصب تذكاري محمي تابع للمسح الأثري للهند، ورمز للحكم الذاتي الذي أسسه شيفاجي ماهاراج. لا يمكن السماح لأي شخص بأداء الصلاة هنا لأنه ليس مسجدًا”.
وأضافت متحدية: إذا كان مسموحًا للبعض بالصلاة في هذا المكان، فيجب أن يُسمح للهندوس أيضًا بأداء طقوسهم في المساجد أو عند ضريح تاج محل.
انتقادات من المعارضة والحلفاء
ردود الفعل الغاضبة لم تقتصر على أحزاب المعارضة، بل امتدت إلى حلفاء الحزب الحاكم أنفسهم.
فقد قال ساتشين ساوانت، المتحدث باسم حزب المؤتمر والمقرّب من حزب المؤتمر الوطني: “لقد أقامت مستاني، زوجة بيشوا باجي راو الثانية، في هذا الحصن. إذا كانت صلاة هؤلاء النساء تزعجكم، فهل منعكم أحد من الجلوس هناك للتأمل؟”.
اتهامات باستغلال ديني قبل الانتخابات
أما مكوند كيردات، المتحدث باسم حزب عام آدمي المحلي، فاعتبر ما حدث “محاولة واضحة لاستقطاب أصوات الهندوس قبيل الانتخابات المحلية”، مؤكدًا أن “إثارة الشقاق بين الطوائف خلال احتفالات ديوالي تصرف يستحق الإدانة.”
خلفية تاريخية للحصن
يُعد حصن شانيوار وادا أحد أبرز المعالم التاريخية في بونه، شُيّد عام 1736 ليكون مقرًا لحكم البيشوا، قبل أن يتعرض لحريق ضخم عام 1828 دمّر أجزاء كبيرة منه، وما زال حتى اليوم رمزًا للهوية الهندوسية الماراثية.
ماذا بعد؟
تحوّل الحادث من مجرد مقطع صلاة داخل موقع أثري إلى عاصفة سياسية جديدة أعادت الجدل حول العلاقة الحساسة بين الدين والسياسة في الهند، في وقتٍ يتزايد فيه التوتر الطائفي مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية.