خمسة قتلى واتهامات بـ”الجنون”.. ماذا تخفي الغارات الأميركية في الهادئ؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في تصعيد جديد يهدد بتفجير أزمة دبلوماسية بين واشنطن وبوغوتا، شنّ الجيش الأميركي سلسلة غارات في المحيط الهادئ استهدفت قوارب يُشتبه في تورطها بعمليات تهريب مخدرات، ما أثار غضب كولومبيا وفتح الباب أمام تبادل حاد للاتهامات بين الجانبين.

ضربتان في يومين.. والنتيجة خمسة قتلى

أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث أن القوات الأميركية نفّذت ضربتين منفصلتين في شرق المحيط الهادئ خلال يومين متتاليين، أسفرت الأولى عن مقتل شخصين، بينما أدت الثانية إلى مقتل ثلاثة آخرين.

وأوضح الوزير أن المستهدفين يُشتبه في تورطهم بعمليات تهريب مخدرات، مؤكداً أن هذه العمليات تأتي ضمن توسّع إدارة الرئيس دونالد ترامب في استخدام القوات المسلحة بحملة مكافحة تجارة المخدرات.

فيديو غامض وانفجار في عرض البحر

ولتعزيز الرواية الأميركية، نشر وزير الدفاع مقطعاً مصوراً على منصة “إكس” مدته نحو 30 ثانية، يظهر فيه قارب يتحرك وسط البحر قبل أن يتعرض لانفجار قوي.

لكن الفيديو لم يتضمن أي تفاصيل حول هوية المستهدفين أو حجم الشحنة المزعومة، ما أثار تساؤلات واسعة حول طبيعة العملية والأدلة التي استندت إليها واشنطن.

بوغوتا تردّ بغضب: “انتهاك للقانون الدولي”

الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو لم يتأخر في الرد، إذ وصف الضربات الأميركية بأنها “انتهاك صارخ للقانون الدولي”، مؤكداً أن واشنطن تجاوزت حدودها بتوجيه هجمات في مناطق قريبة من المياه الإقليمية لدول أخرى.

تصريحات بيترو فجّرت سجالاً جديداً بين البلدين، أعاد التوتر إلى مستوى غير مسبوق منذ سنوات.

اتهامات نارية من واشنطن: “رئيس مجنون”

في المقابل، شنّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو هجوماً لاذعاً على الرئيس الكولومبي، واصفاً إياه بـ”المجنون”.

وقال روبيو للصحفيين: “المشكلة الوحيدة في كولومبيا هي رئيسها المجنون، أما الجيش والشرطة فما زالا وفيّين لأميركا”، في تصريحات زادت من حدة الأزمة السياسية بين البلدين.

سبع ضربات سابقة في الكاريبي

الضربات الجديدة جاءت بعد سبع عمليات عسكرية على الأقل نفذتها واشنطن في منطقة البحر الكاريبي خلال الأسابيع الماضية، وأسفرت عن مقتل أكثر من 32 شخصاً، وسط غموض حول كمية المخدرات التي كانت تحملها السفن المستهدفة أو الأدلة التي تبرر تلك الهجمات.

ماذا بعد؟

وبينما تصرّ الولايات المتحدة على أن عملياتها تأتي في إطار “حماية الأمن القومي ومحاربة تجارة السموم”، يرى مراقبون أن الغارات الأخيرة تعيد إلى الأذهان فصولاً من التوتر القديم بين واشنطن وحكومات أميركا اللاتينية، وتفتح الباب أمام مواجهة سياسية ودبلوماسية غير مسبوقة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *