ماذا حدث؟
بدأت القوات الجوية الفضائية الروسية مؤخرًا باستخدام نوع جديد من الذخائر أزعج منظومات الدفاع الجوي الأوكرانية: قنابل حائمة يزيد مداها عن 100 كيلومتر، أطلق عليها إعلاميًا اسم «القنبلة النفاثة».
ووصلت إلى مناطق بعيدة عن الجبهة منها بولتافا التي تبعد نحو 150 كم عن خط الاشتباك وضربت مدنًا أبعد من خطوط القتال المعتادة، فيما كانت طائرات الـ«سو-34» الحاملة تقذفها من داخل الأجواء الروسية دون أن تتعرض لنيران الدفاعات الأوكرانية.
ماذا يميّز هذه القنابل؟
وفقًا للمعلومات المتوفرة، تبدو هذه الذخائر خليطًا بين مزايا القنبلة الجوية والصاروخ النفاث، وهي نسخة بعيدة المدى محسّنة من قنابل الـ«فاب» السوفيتية، مزوّدة بجهاز تعديل مسار (UMPК).
وأُضيف إلى الجزء الخلفي محرك نفاث، مع وحدة انزلاق وتعديل مسار شكلتها الإطالة في جسم القنبلة، إذ يبلغ طولها نحو 2.5 متر وقطرها 0.5 متر، وعُدِّلت عقدة تدوير الأجنحة لتناسب التصميم الجديد.
والنتيجة: ذخيرة ذات مدى أبعد وسرعة أعلى وصغر حجم يجعل من اعتراضها مهمة صعبة بالنسبة للدفاعات الأرضية
كيف تُطلق وتنتشر؟
تستخدم روسيا هذه القنابل من طائرات سو-34 تقذفها من داخل الأجواء الروسية، ما يحول دون تعرض القاذفات للنيران الأوكرانية خلال مرحلة القذف.
كما يُعتقد أن هذه الذخائر يمكن إطلاقها من منصات أرضية بمقارنة من طرازات أمريكية مثل GLSDB عبر راجمات من نوع «تورنادو-سي».
الصور المنتشرة على منصات روسية أظهرت أن الصناعة العسكرية الروسية اتّبعت هنا حلاً غير متماثل لجعل القنبلة قابلة للطيران الممدد.
تكلفة وفاعلية نسبية
تبدو القنبلة كنموذج فعّال ومنخفض التكلفة مقارنة بطائرات مسيرة قتالية ثقيلة من طراز «غيران»:
رشقاتٌ تضم أربع قنابِل من كل قاذفة سو-34 تزيد من القوة الضاربة مقارنة بطائرة مسيرة واحدة ثقيلة.
لا تتطلب القنابل تعديلاً في نقاط التعليق أو نظام التحكم للطائرة الحاملة—أي أنّ الطائرة تحملها وتُطلقها باستخدام بنية حاملة قائمة دون تغييرات كبيرة.
الأهمية الاقتصادية هنا أن الاتحاد السوفيتي ترك مخزونًا واسعًا من قنابل بعيارات مناسبة يمكن تحويلها إلى صيغ حائمة بتكلفة منخفضة نسبيًا.
مدى متوقع وآفاق التطوير
تُشير التقديرات إلى أن المدى الحالي يتخطى الـ100 كيلومتر، وهناك تحليلات تشير إلى إمكانية زيادة أنبوب المحرك وخزان الوقود، ما قد يرفع مدى هذه القنابل إلى 200 كيلومتر أو بحسب بعض التقديرات الروسية المنشورة في الصحافة المتخصصة إلى 300 أو 400 كيلومتر في تطويرات لاحقة.
ماذا بعد؟
خلاصة الأمر أن مزيجًا من: صغر حجم القنبلة، سرعتها العالية، قدْرَة إطلاقها من خارج نطاق الدفاعات الأرضية، وتكلفتها المنخفضة نسبيًا مقارنة بالطائرات المسيرة الثقيلة، يجعل من اعتراضها تحديًا عمليًا وتقنيًا ليس سهلاً للدفاعات الأوكرانية، خصوصًا عندما تُطلق برشقات من أربع قنابل من كل قاذفة.