ما التالي بعد إتمام المرحلة الأولى من اتفاق غزة؟

ما التالي بعد إتمام المرحلة الأولى من اتفاق غزة؟

ماذا حدث؟

في أكتوبر 2025، أُكملت المرحلة الأولى من اتفاق غزة، الذي توسطت فيه إدارة ترامب، حيث أفرجت حماس عن 20 رهينة حياً مقابل إطلاق إسرائيل لحوالي 2000 معتقل فلسطيني، مع تعليق الضربات والبدء بانسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية.

يزور المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف مصر وإسرائيل في 19 أكتوبر لدفع المرحلة الثانية، التي تتضمن إنشاء “قوة استقرار دولية” بقيادة توني بلير لدعم إعادة الإعمار في مناطق مثل رفح، بعيداً عن سيطرة حماس.

تواجه الجهود عقبات، حيث تتهم إسرائيل حماس بالتباطؤ في تسليم جثامين 28 رهينة متوفين (9 فقط سُلمت)، بينما تقول حماس إن الجثث تحت الأنقاض وتطالب بفتح الحدود وإدخال المساعدات.

أكدت إسرائيل، عبر نتنياهو، التزام حماس بخطة ترامب المكونة من 20 بنداً، محذرة من “نفاد الوقت”.

في المقابل، طالبت حماس بتشكيل لجنة إسناد مجتمعي لإدارة غزة، مع استمرار تواجد شرطتها في الشوارع، مما يعقد نزع سلاحها.

لماذا هذا مهم؟

يُعد إتمام المرحلة الأولى خطوة تاريخية نحو إنهاء حرب غزة (2023-2025)، التي خلفت 42 ألف قتيل ودماراً واسعاً، لكنه يُظهر هشاشة الثقة بين الأطراف، حيث يعتمد نجاح المرحلة الثانية على تسليم الجثث ونزع سلاح حماس، وهي شروط تواجه مقاومة.

أهميته تكمن في أنه يُعيد تشكيل ديناميكيات المنطقة، حيث يُضعف “محور المقاومة” الإيراني بعد هزائم حماس وحزب الله وسقوط الأسد، مما يُعزز فرص توسيع اتفاقات إبراهيم، خاصة مع السعودية، إذا نجحت المفاوضات.

إقليمياً، يُشجع الاتفاق على إشراك دول عربية وتركيا في قوة الاستقرار، لكن معارضة نتنياهو لدولة فلسطينية وتمسك حماس بدور سياسي يُعيقان الحوكمة.

إنسانياً، يُتيح الاتفاق إدخال 500 شاحنة مساعدات يومياً، لكن “نهب المساعدات” من عصابات مسلحة يُعرقل الإغاثة.

عالمياً، يُعزز الاتفاق نفوذ ترامب، لكنه يُثير قلق أوروبا من تصاعد العنف بالضفة الغربية (180 قتيلاً في 2025)، مما قد يُعيق الاستقرار إذا فشلت الدبلوماسية.

ماذا بعد؟

ستُركز المرحلة الثانية على نزع سلاح حماس، إنشاء قوة استقرار دولية بمشاركة مصر والإمارات والأردن، وإعادة إعمار رفح بتمويل خليجي محتمل (10 مليارات دولار بحلول 2027).

قد يواجه الاتفاق عقبات إذا أصرت إسرائيل على السيطرة على ممر فيلادلفيا، أو إذا رفضت حماس نزع السلاح، مما يُعيد التوترات.

إقليمياً، قد تُوسع مصر وتركيا دورهما في الحوكمة، لكن معارضة نتنياهو لدولة فلسطينية قد تُثني العرب عن التمويل. إنسانياً، سيُعزز فتح معبر رفح تدفق المساعدات، لكن يتطلب نزع سلاح العصابات.

عالمياً، قد يُعزز الاتفاق مفاوضات نووية مع إيران إذا استجابت طهران، أو يُؤدي إلى تصعيد إذا تدخلت ميليشياتها.

في النهاية، يعتمد النجاح على التزام الأطراف، حيث قد يُؤدي إلى سلام مستدام أو يُعيد العنف إذا فشلت الدبلوماسية، مما يُعيق إعادة الإعمار ويُطيل أمد الأزمة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *