ماذا حدث؟
ودّعت هوليوود واحدة من أكثر نجماتها تفردًا وتأثيرًا، بعدما أُعلن عن وفاة الممثلة الأميركية ديان كيتون، الحائزة على جائزة الأوسكار، عن عمر ناهز 79 عامًا، تاركة خلفها إرثًا فنيًا يتجاوز نصف قرن من الإبداع والجرأة والاختلاف.
لماذا هذا مهم؟
منذ ظهورها الأول أمام الكاميرا، كانت ديان كيتون مختلفة، بأسلوبها المرح والمتمرّد الذي أعاد تعريف البطلة الرومانسية في السينما الأميركية.
سطعت نجوميتها في فيلمها الأشهر “Annie Hall” عام 1977، حيث جسدت دور صديقة وودي آلن غريبة الأطوار، لتحصد جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة ويُصبح الفيلم علامة خالدة في تاريخ السينما الكوميدية الرومانسية.
وفي بيان رسمي، نعت شركة ريزولي للنشر النجمة الراحلة، ووصفتها بأنها “أيقونة امتد تأثيرها إلى السينما والأزياء والتصميم”، فيما كانت مجلة People أول من أعلن نبأ الوفاة الذي تصدّر الصحف حول العالم.
بين العرّاب والكوميديا الرومانسية
لم تكن مسيرة ديان كيتون في هوليوود عادية؛ إذ جمعت بين الصرامة والنعومة، وقدّمت أكثر من 60 فيلمًا بارزًا، بينها ثلاثية العرّاب، و”نادي الزوجات الأول”، و”Something’s Gotta Give” أمام جاك نيكلسون، الذي نالت عنه ترشيحًا للأوسكار عام 2003.
كما رُشحت للجائزة نفسها عام 1981 عن دورها في فيلم “Reds”، مؤكدة قدرتها على تجسيد الشخصيات العميقة والمعقدة.
أسلوب حياة قبل أن يكون أزياء
لم تكن ديان كيتون ممثلة فحسب، بل ظاهرة ثقافية. فقد غيّرت مفهوم الأناقة في السينما العالمية بإطلالاتها الجريئة: قبعاتها المميزة، ستراتها ذات الياقة المرتفعة، وأسلوبها الذي مزج الأنوثة بالقوة.
تحوّلت إلى أيقونة موضة دون أن تسعى لذلك، ووصفتها الصحف بأنها “امرأة صنعت جمالها الخاص خارج معايير هوليوود التقليدية”..
الكاميرا لم تكن حدودها
إبداعها لم يتوقف عند التمثيل. كانت كاتبة ومخرجة ومنتجة ومصوّرة فوتوغرافية، تملك شغفًا خاصًا بترميم المنازل الكاليفورنية القديمة.
وفي عامي 2011 و2014، كشفت في مذكرتيها “Then Again” و “Let’s Just Say It Wasn’t Pretty” عن محطات حياتها الشخصية، بما في ذلك معاناتها من اضطراب الشره العصبي في شبابها، ورؤيتها للنجاح والعزلة والحب.
قلب كبير.. وحياة بلا زواج
وُلدت ديان كيتون في لوس أنجلوس عام 1946 كبرى أربعة أشقاء، واتخذت اسم والدتها قبل الزواج لتجنّب الخلط مع ممثلة أخرى.
ورغم علاقاتها العاطفية مع نجوم هوليوود، لم تتزوج قط، إذ قالت لمجلة Elle عام 2015: “كنت منجذبة للأشخاص الموهوبين، لكنني لم أجِد التأقلم.. ربما كنت خائفة من الرجال أكثر مما أحببتهم”.
ماذا بعد؟
برحيل ديان كيتون، تفقد هوليوود أيقونتها التي أعادت تعريف البطولة النسائية، وجمعت بين الذكاء والجرأة والسحر الإنساني. رحلت، لكن صوتها وضحكتها ستبقيان خالدة في ذاكرة السينما.
