ماذا حدث؟
في خطوة فاجأت الأوساط السياسية والإعلامية، أعلنت المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، الفائزة بجائزة نوبل للسلام لعام 2025، أنها تُهدي الجائزة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تقديرًا لدعمه المستمر لقضية الديمقراطية في فنزويلا.
تقدير لنضالها من أجل الديمقراطية
وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من كشف لجنة نوبل النرويجية عن فوزها بالجائزة، تقديرًا لما وصفته بـ”نضالها الشجاع من أجل تحقيق انتقال سلمي وعادل من الديكتاتورية إلى الديمقراطية”، ودفاعها المستمر عن حقوق الشعب الفنزويلي في وجه ما سمّته اللجنة بـ”النظام الوحشي والاستبدادي”.
“أهديها للشعب المعذّب وترامب”
وكتبت ماتشادو على منصة X: “هذا التكريم لنضال جميع الفنزويليين يعزز مهمتنا نحو الحرية. نحن على أعتاب النصر، واليوم أكثر من أي وقت مضى، نعوّل على الرئيس ترامب وشعب الولايات المتحدة وشعوب أمريكا اللاتينية والدول الديمقراطية في العالم كحلفائنا الرئيسيين لتحقيق الحرية والديمقراطية. أهدي هذه الجائزة إلى الشعب المعذّب في فنزويلا وإلى الرئيس ترامب لدعمه الحاسم لقضيتنا”.
دعم سابق من ترامب
وكان ترامب قد أبدى في وقت سابق دعمه الصريح لماتشادو، مشيدًا بطريقة تعبيرها السلمية عن إرادة الشعب الفنزويلي من خلال المظاهرات الضخمة التي اجتاحت البلاد ضد حكم الرئيس نيكولاس مادورو.
شهادة نوبل: “وحدت صفوف المعارضة”
وبحسب لجنة نوبل، فإن ماتشادو “استوفت المعايير الثلاثة التي أوصى بها ألفريد نوبل لاختيار الفائز بجائزة السلام”، وهي نزع السلاح، والأخوة بين الأمم، وعقد مؤتمرات السلام، مؤكدة أنها تمكنت من توحيد صفوف المعارضة، وواصلت نضالها رغم القمع، دون أن تنزلق إلى العنف أو المواجهة المسلحة.
مشوار طويل في وجه النظام
ذكرت نيويورك تايمز أن ماتشادو فازت بعضوية الجمعية الوطنية عام 2010، وظلت في فنزويلا رغم فرار نحو ثمانية ملايين مواطن بسبب الأزمة.
وحين حُظر ترشحها للانتخابات الرئاسية عام 2024 بتهم مالية، دعمت مرشحًا آخر وقادت حملة لمراقبة الانتخابات.
ورغم إعلان المعارضة فوزها، رفض مادورو التنحي، لتدخل فنزويلا مرحلة جديدة من التوتر السياسي.
لماذا هذا مهم؟
أثار قرار ماتشادو بإهداء الجائزة لترامب جدلًا واسعًا، خاصة مع تذكير الرئيس الأميركي السابق مرارًا بأنه “يستحق جائزة نوبل للسلام”، إذ قال خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة: “الجميع يقول إنني يجب أن أحصل على جائزة نوبل للسلام”.
وكشفت وكالة بلومبرغ أن ترامب مارس ضغوطًا غير معلنة على اللجنة النرويجية للفوز بالجائزة، معتبرًا تجاهله لسنوات “إهانة كبيرة لأميركا”.
ماذا بعد؟
وبينما يرى البعض أن موقف ماتشادو يعكس امتنانها لحليفٍ سياسي دعم مسيرتها، يرى آخرون أنه يحوّل جائزة نوبل للسلام إلى ساحة جديدة من الجدل السياسي العالمي.