هل ينضم الجنوب اليمني لاتفاقات أبراهام؟

هل ينضم الجنوب اليمني لاتفاقات أبراهام؟

ماذا حدث؟

في تصريحات حديثة أدلى بها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزبيدي، أعرب عن رغبة الجنوب اليمني في الانضمام إلى اتفاقات أبراهام، مشروطاً بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، معتبراً ذلك “حجر الزاوية” لإعادة تفعيل هذه الاتفاقيات.

يأتي هذا الطرح في سياق سعي المجلس، الذي يسيطر على مناطق واسعة في الجنوب لإقامة دولة جنوبية مستقلة بعد أكثر من ثلاثة عقود من الوحدة مع الشمال في 1990.

أكد الزبيدي، الذي يشغل أيضاً منصباً نائباً في مجلس القيادة الرئاسي اليمني، أن هذا الانفتاح يعكس رؤية لدولة منفتحة على التحالفات الإقليمية، مستفيدة من حالة الانقسام اليمني بين الحكومة المعترف بها دولياً والحوثيين في صنعاء.

وصف القيادي منصور صالح الاتفاقيات بأنها مفهوم للتعايش بين الأديان والثقافات، مستذكراً تاريخ عدن كمدينة تسامح، بينما أضاف المتحدث أنور التميمي أن الوحدة تحولت إلى هيمنة شمالية أطاحت بالإنجازات الجنوبية المدنية، مما دفع لمطالبة “تقرير المصير” منذ حراك 2007 وتأسيس المجلس في 2017.

رغم غياب تقدم رسمي، يُرى هذا التصريح كخطوة لترسيخ “أمر واقع” عسكرياً وسياسياً في الجنوب.

لماذا هذا مهم؟

يُعد هذا التوجه خطوة استراتيجية للمجلس الانتقالي للحصول على اعتراف دولي بدولة الجنوب، مستفيداً من الدعم الإقليمي لبعض الدول التي وقعت اتفاقات أبراهام في 2020 وتشارك إسرائيل مصالحاً في الأمن والطاقة والتكنولوجيا.

في ظل الصراع اليمني المستمر، يفتح الانفتاح على إسرائيل أبواباً لفرص اقتصادية واستثمارية، ويحصن الجنوب من العزلة، خاصة مع رفض شعبي متزايد للتطبيع بعد أحداث غزة في 7 أكتوبر 2023.

يعكس الطرح تحولات إقليمية أوسع، حيث أصبحت اتفاقات أبراهام –التي قامت بها بعض الدول العربية– إطاراً للأمن الإقليمي الجديد، رغم تباطؤها بعد الغارة الإسرائيلية على الدوحة في سبتمبر 2025.

بالنسبة للجنوبيين، يمثل ذلك رفضاً لفشل الوحدة، التي أدت إلى حرب 1994 وإقصاء الكوادر، وفرصة لاستعادة الإرث المدني، مع ربط التطبيع بحل الدولتين للقضية الفلسطينية لتجنب الرفض العربي.

ماذا بعد؟

قد يتقدم المجلس نحو اتفاقات أمنية أو اقتصادية مع إسرائيل، خاصة إذا نجح في ترسيخ سيطرته على عدن وبوابة المندب، مما يجعل الجنوب “شريكاً” في اتفاقات أبراهام الموسعة.

ومع ذلك، يبقى المستقبل رهيناً بمواقف الخرطوم والحوثيين، والقوى الإقليمية مثل السعودية التي تفضل وحدة يمنية موحدة، بالإضافة إلى الرفض الشعبي والضغوط الدولية بعد أحداث غزة.

إذا تم الاعتراف الدولي، قد يفتح ذلك باب إعادة إعمار الجنوب وتكامل إقليمي، لكن الفشل يعني تصعيداً داخلياً يعيق جهود السلام اليمني.

في النهاية، يعتمد الانضمام على توازن بين المصالح والحساسيات العربية-الإسرائيلية، مع إمكانية أن يصبح الجنوب نموذجاً لـ”تطبيع مشروط” يربط السلام الإقليمي بحل فلسطيني.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *