احذر الدهون الحشوية.. دراسة تثبت علاقتها بشيخوخة الدماغ

احذر الدهون الحشوية.. دراسة تثبت علاقتها بشيخوخة الدماغ

ماذا حدث؟

أظهرت دراسة نشرتها دورية “نيتشر مينتال هيلث” في أكتوبر 2025 أن الدهون الحشوية (العميقة حول الأعضاء في البطن، المعروفة بالكرش) تُسبِّب شيخوخة الدماغ أسرع من الدهون الأخرى، بناءً على تحليل بيانات 23 ألف شخص من البنك الحيوي البريطاني.

استخدم الباحثون من جامعة هونغ كونغ فحوصات امتصاص الأشعة السينية ثنائية الطاقة (DXA) لقياس الدهون في الذراعين، الساقين، الجذع، والبطن، مع تصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم بنية الدماغ وترابطه.

وجدت الدراسة أن الدهون الحشوية تُرتبط بانكماش في القشرة الجبهية الأمامية (مسؤولة عن التخطيط والحكم) والهياكل تحت القشرية (تعلم العادات والحركة)، بالإضافة إلى ضعف في الاتصالات العصبية وشبكات الدماغ الحوفية (الذاكرة والعواطف).

الدهون في الذراعين والساقين أثرت أيضًا على الشبكات الافتراضية والحوفية، لكن الدهون الحشوية كانت الأقوى مؤشرًا لضعف الإدراك.

لماذا هذا مهم؟

تُعدُّ هذه الدراسة تحولاً في فهم تأثير السمنة على الدماغ، حيث تُثبت أن توزيع الدهون أهم من كميتها الكلية، مما يُدين مؤشر كتلة الجسم (BMI) كأداة غير دقيقة.

الدهون الحشوية، التي تُحيط بالكبد والكلى، تُفرز مواد التهابية وأحماض دهنية تُسبِّب مقاومة الأنسولين، ارتفاع ضغط الدم، وتراكم الدهون في الكبد، مما يُؤدي إلى ضعف الوظائف الإدراكية مثل الذاكرة والتركيز.

هذا يُشرح لماذا يُعاني الأشخاص ذوو الكرش من مخاطر أعلى للزهايمر والخرف، حتى لو كانوا نحيفين في الأطراف.

الدراسة تُحذِّر من أن التوتر (الذي يُرفع هرمون الكورتيزول) يُزيد من تراكم هذه الدهون، مما يُعزِّز الحاجة إلى نمط حياة يجمع بين الرياضة والنظام الغذائي لتقليل الالتهابات.

كما تُبرز أهمية الدراسات الكبيرة لربط الدهون بالصحة العصبية، مما يُساهم في منع الأمراض المزمنة التي تُكلِّف العالم تريليونات الدولارات سنويًا.

ماذا بعد؟

ستُحفِّز الدراسة أبحاثًا لاستهداف الدهون الحشوية عبر أدوية تُقلِّل الالتهابات أو تحسِّن إصلاح الخلايا العصبية، مع توقعات بتطوير علاجات للخرف بنسبة 20-30% فعالية أعلى بحلول 2030.

على المستوى الوقائي، قد تُشجِّع الحكومات برامج لقياس الدهون الحشوية في الفحوصات الروتينية، مع حملات لمكافحة التوتر والسمنة البطنية.

في الوقت نفسه، يُمكن أن تُؤدي إلى إعادة تقييم مؤشرات الصحة مثل BMI، لصالح قياسات الدهون الدقيقة.

ومع ذلك، يظل التحدي في تطبيق هذه النتائج على مستوى السكان، خاصة في الدول النامية حيث يُزداد الانتشار.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *