ذوبان القطب الشمالي.. الكارثة التي ستستفيد منها الصين

ذوبان القطب الشمالي

ماذا حدث؟

مع تصاعد الاحتباس الحراري، يشهد القطب الشمالي ذوباناً متسارعاً للجليد، حيث ارتفعت درجات الحرارة في المنطقة بمعدل أربع مرات أسرع من متوسط العالم، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة وهيئة الطاقة الدولية.

في 2025، انخفضت مساحة الجليد البحري الصيفي بنسبة 13% مقارنة بالعقود السابقة، مما فتح ممرات بحرية جديدة مثل طريق البحر الشمالي (NSR) على طول ساحل روسيا.

في سبتمبر 2025، أبحرت سفينة الحاويات الصينية “إسطنبول بريدج” من ميناء نينغبو-تشوشان إلى أوروبا عبر NSR، في رحلة استغرقت 18 يوماً بدلاً من 40 عبر قناة السويس، مما يُعدّ خطوة رئيسية في “طريق الحرير القطبي” الصيني.

أعلنت الجمارك الصينية أن هذه الرحلة تمثل “اختراقاً كبيراً”، مع خطط لإطلاق خدمة خطية منتظمة.

يحتوي القطب على 22% من احتياطيات النفط والغاز غير المكتشفة عالمياً، وفقاً لتقارير الولايات المتحدة الجيولوجية، مما يجعله هدفاً استراتيجياً.

لماذا هذا مهم؟

ذوبان الجليد في القطب الشمالي ليس مجرد كارثة بيئية، بل يُعيد تشكيل التوازن الجيوسياسي العالمي، خاصة لصالح الصين التي تُعتبر “دولة شبه قطبية”.

يقصر NSR مسافة الشحن بين آسيا وأوروبا بنسبة 40%، مما يوفر للصين توفيرًا اقتصاديًا يصل إلى 283% في تكاليف النقل، ويقلل الانبعاثات بنسبة 50% مقارنة بالطرق التقليدية، وفقاً لتقارير “إيكونوميست”.

كما يتيح الوصول إلى موارد هائلة، بما في ذلك 90 مليار برميل نفط و1.67 تريليون قدم مكعب غاز، مما يعزز طموحات الصين في “طريق الحرير القطبي”، الذي أُطلق في 2018 لتعزيز نفوذها في المنطقة.

هذا الذوبان يُهدد البيئة، إذ يزيد من خطر التسرب النفطي وانبعاث الميثان، ويُعرّض الحياة البحرية للخطر بسبب الضوضاء والتصادمات، كما حذّرت منظمة “الأركتيك كلين أليانس”.

كما أنه يُفاقم التوترات مع دول قطبية مثل روسيا والولايات المتحدة، التي تُسيطر على نصف الساحل القطبي.

ماذا بعد؟

مع توقعات بأن يصبح NSR مفتوحًا 12 شهرًا سنويًا بحلول 2030 بسبب الذوبان المتسارع، ستزداد الصين استثماراتها في البنية التحتية، مثل شراء كاسحات الثلج النووية الروسية، لتعزيز سيطرتها على الطريق.

هذا قد يُعيد رسم خريطة التجارة العالمية، مما يقلل الاعتماد على قناتي السويس وبنما، ويُعزز نفوذ الصين في أوروبا والقطب الشمالي.

ومع ذلك، يُثير ذلك مخاوف بيئية، حيث حظرت منظمة البحرية الدولية وقود الثقيل في القطب منذ 2024، لكن الثغرات تسمح باستمراره. دوليًا، قد يؤدي التنافس الصيني-الروسي إلى تصعيد التوترات مع الغرب، خاصة مع مطالبة ترامب بشراء غرينلاند في 2025.

على المدى الطويل، يُحذّر الخبراء من كارثة بيئية، حيث يُسرّع الذوبان الاحتباس الحراري، مما يتطلب تعاونًا دوليًا عاجلاً لتنظيم الشحن والاستغلال المستدام للموارد.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *