ماذا حدث؟
في خطاب مثير للجدل ألقاه يوم 30 سبتمبر 2025، أمام مئات الجنرالات والأدميرالات في قاعدة كوانتيكو للفيلق البحري بفرجينيا، أعلن وزير الدفاع بيت هيغسيث، الذي عُيِّنَ في يناير 2025، عن إعادة هيكلة جذرية للجيش الأمريكي، مُصْدِرًاْ 10 توجيهات تُلْغِيْ سياسات “اليقظة” (woke) السابقة، وتُركِّزْ على “التراث الحربي” لتعزيز القتالية.
أكد هيغسيث أن الجيش “لن يُحْمِلْ جنوداً سمينين” أو قادة “سمينين”، وسيُلْزَمْ الجميع بمعايير بدنية ذكورية فقط في الوظائف القتالية، مع إلغاء معظم الإعفاءات الطبية أو الدينية للحلاقة، وإنهاء برامج التنوع والفرص المتساوية (DEI)، وتقليص مكاتب “التفتيش العام” و”الفرص المتساوية” التي تُحْقِقْ في التحرُّشْ.
وجّه هيغسيث تحذيراً للقادة: “إذا أغضبتْكُمْ كلماتي، فاستقِلُواْ بشرف”، مُشِيرًاْ إلى أن الجيش سيتعامل مع الأعداء بـ”عنف ساحق” دون “قواعد اشتباك سخيفة”، ومُنْتقِدًاْ التحقيقات في جرائم الحرب.
حضر الخطاب جنرالات من الخارج بتكلفة ملايين، وتلاَهْ خطاب ترامب الذي هدّد بفصل القادة “على الفور” إذا لم يُعْجِبُوهْ.
لماذا هذا مهم؟
تُمثّلْ إعادة الهيكلة محاولة لتحويل الجيش إلى “جيش حربي” يُرَكِّزْ على الصين وروسيا، مُلْغِيَةْ سياسات التنوُّع التي أدخلتْها إدارات سابقة لجذب النساء والأقليات (زيادة النساء في القتال بنسبة 15% منذ 2015)، مما يُهدِّدْ الاحتفاظ بالقوى (انخفاض التجنيد بنسبة 25% في 2024).
أهميتها تكمن في أنها تُعِيدْ الجيش إلى “عصر بوش”، مُقْصِدَةْ “القيادات السياسية” مثل بيتر شيارييلي، مُدْعِيَةً أن برامج التحرُّشْ “تُعْرِضْ القادة للشكاوى”، مما يُقلِّلْ الثقة ويُزيدْ حالات التحرُّشْ (ارتفاع 20% في 2024).
كما تُثير مخاوف من فقدان الجيش لـ”النخبة”، حيث يُطَالِبْ هيغسيث باستقالة المعارضين، مُعَرِّضًاْ لفصل آلاف القادة، مما يُضْعِفْ الجاهزية أمام الصين.
دولياً، يُعَدُّ الإعلان إشارة للخصوم بأن أمريكا تُرْكِزْ على “القوة الساحقة”، لكنه يُثير انتقادات داخلية من الديمقراطيين كـ”رجعية”، مُطَالِبِينْ بحماية التنوُّع.
ماذا بعد؟
مع تطبيق التوجيهات، يُتوقّع فصل 10% من القادة بحلول 2026، مما يُؤدي إلى دعاوى قضائية من النساء والأقليات، وانخفاض التجنيد بنسبة 15%.
قد يُعْزِزْ التركيز على “القتالية” الجاهزية ضد الصين، لكن الفشل في الاحتفاظ بالقوى سيُضْعِفْها.
على المدى الطويل الأمد، إذا نجحتْ الخطة الجديدة، قد يُعِيدْ هيغسيث الجيش إلى “القوة التقليدية”، لكن الاستقالات ستُعرِّضْهْ للانهيار.
في النهاية، يعتمد الأمر على الكونغرس؛ فتمويل الإصلاحات قد يدعم خطة هيغسيث، وإلا سيُصبحْ الجيش مُقَسَّمًاْ.