ماذا حدث؟
في خطوة استراتيجية حاسمة، أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية أربع فصائل شيعية عراقية مرتبطة بإيران على قائمة “المنظمات الإرهابية الأجنبية” (FTO)، بعد تصنيفها كـ”إرهابيين عالميين” (SDGT) في 2023.
الجماعات المعنية هي حركة النجباء (أكرم الكعبي)، كتائب سيد الشهداء (أبو آلاء الولائي)، حركة أنصار الله الأوفياء، وكتائب الإمام علي (شبل الزيدي)، التي شاركت في هجمات على السفارة الأمريكية في بغداد وقواعد التحالف، مما أدى إلى مقتل 347 أمريكياً منذ 2003.
أكد وزير الخارجية ماركو روبيو أن التصنيف يُواجه “الهجمات الإيرانية”، مُمَكِّناً عقوبات أوسع مثل تجميد أصول وقادة، وحظر السفر، وملاحقة قانونية للداعمين
جاء هذا بعد مقتل حسن نصرالله وسقوط الأسد في ديسمبر 2024، واقتصار “محور المقاومة” على الحوثيين والفصائل العراقية.
الجماعات جزء من الحشد الشعبي، الذي دُمِجَ رسمياً في الجيش، لكنها تحتفظ بقواعد موازية وأذرع سياسية في البرلمان والحكومة، مُمَوِّلَةً عبر إيران بمليارات الدولارات.
لماذا هذا مهم؟
يُمثل التصنيف تحولاً أمنياً يُهدف إلى تقليص نفوذ إيران في العراق، حيث تُسيطر الفصائل على وزارات وبرلمانية ضمن “الإطار التنسيقي”، مُمَوِّلَةً عبر إيران بمليارات، وتُهدّد القواعد الأمريكية (أكثر من 20 هجوماً في 2024).
أهميته تكمن في أنه يُعطي واشنطن أدوات قانونية أقوى لملاحقة الداعمين، مُقْصِدَةً “الدولة داخل الدولة”، ويُضغط على الحكومة لإعادة هيكلة الحشد قبل الانتخابات في نوفمبر 2025.
كما يُعزّز الردع ضد إيران، التي تُعاني عقوبات نووية، مما يُقلّل تمويل “المحور”، ويُحمّل الفصائل مسؤولية 347 قتيلاً أمريكياً.
هذا الإجراء يُعكس استراتيجية أمريكية لدعم “محور الدولة”، لكنه يُثير مخاوف من تصعيد داخلي، حيث يُرفض 70% من العراقيين نفوذ الفصائل، مُطَالِبِينَ بدمجهم الكامل.
ماذا بعد؟
مع الانتخابات، يُتوقع أن يُضغط التصنيف على الائتلاف الحاكم لإصلاح الحشد، ربما بإقصاء الفصائل الإرهابية بحلول 2026، مما يُؤدي إلى مواجهات داخلية.
قد تقوم إيران بتمويل سري أكبر، لكن الضغط الأمريكي سيُقلّل نفوذها.
على المدى الطويل، إذا نجحت التحركات الأمريكية، فقد يُعزّز ذلك السيادة العراقية ويُنهي “الدولة الموازية”، لكن الفشل سيُؤدي إلى حرب أهلية.
في النهاية، يعتمد على بغداد؛ فإصلاحات جريئة قد تُقضي على النفوذ، وإلا سيستمر التوازن الهش.