ماذا حدث؟
في هجوم أوكراني غير مسبوق، تعرضت مدينة بلغورود الروسية، العاصمة الإقليمية الواقعة على الحدود مع أوكرانيا، لانقطاع كهرباء واسع يوم 28 سبتمبر 2025، للمرة الأولى منذ بداية الحرب في فبراير 2022، مما أثر على آلاف المنازل وأدى إلى حصار أشخاص في المصاعد وغرق الشقق في الظلام.
أفاد شهود عيان بأن صاروخاً أوكرانياً أصاب محطة تدفئة رئيسية، مما أثار انفجارات عنيفة وسحابة دخان كثيفة، كما أظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل.
أعلن الحاكم فياشيسلاف جلادكوف أن المدينة تواجه انقطاعات “كبيرة”، وأن شخصين أصيبا، مع عمل المستشفيات على مولدات طوارئ، واستمرار حالة التأهب الجوي.
ردت وزارة الدفاع الروسية بأن منظومات الدفاع الجوي أسقطت 13 طائرة مسيرة أوكرانية في أجواء بلغورود وواحدة في كورسك بين الساعة 13:30 والساعة 23:00 بتوقيت موسكو، مما أدى إلى أضرار في بنى تحتية.
أكدت كييف أن الهجوم جزء من حملة مضادة للدفاع عن نفسها، وسط استمرار الهجمات الروسية على أوكرانيا، التي أدت إلى انقطاع كهرباء عن ملايين الأوكرانيين في السابق.
لماذا هذا مهم؟
يُعد الهجوم خطوة استراتيجية أوكرانية لأول مرة تُسبّب انقطاعاً كهربائياً في مدينة روسية رئيسية، مما يُعكس تطوراً في قدرات كييف على الضرب بعيد المدى، ويُثير مخاوف من تصعيد الحرب إلى الأراضي الروسية، خاصة مع اقتراب الشتاء الذي يُعتمد فيه السكان على التدفئة.
أهميته تكمن في أنه يُضغط على موسكو للدفاع عن الخلفية، حيث أدى إلى إصابة مدنيين وتعطيل خدمات أساسية في بلغورود (300 ألف نسمة)، مما يُشبه الهجمات الروسية على كييف وأوديسا، التي أدت إلى انقطاع كهرباء عن ملايين الأوكرانيين.
كما يُبرز فشل الدفاعات الروسية، رغم إسقاط 14 مسيرة، مما يُعزّز الروح المعنوية الأوكرانية ويُثير انتقادات داخلية في روسيا لفشل بوتين في حماية المدنيين.
هذا التصعيد يُهدد السلام الشتوي، حيث تُعتمد 70% من الطاقة الروسية على الغاز، ويُعقّد المفاوضات، خاصة مع دعم أمريكي لأوكرانيا بصواريخ توماهوك.
ماذا بعد؟
مع استمرار الهجمات، يُتوقع أن يُكثّف بوتين الردود، ربما بغارات جوية أكبر على أوكرانيا في أكتوبر 2025، مما يُؤدي إلى انقطاع كهرباء واسع هناك، وطلبات كييف لمزيد من الدعم الأمريكي.
قد يُؤدي ذلك إلى مفاوضات شتوية برعاية تركية أو قطرية، لكن الفشل سيُعمق الأزمة الإنسانية.
على المدى الطويل، إذا نجحت أوكرانيا في الضربات، قد تُجبر روسيا على وقف إطلاق نار، لكن التصعيد سيُطيل الحرب.