ماذا حدث؟
أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يوم 27 سبتمبر 2025، قبل ساعات من دخول العقوبات الأممية حيز التنفيذ، أن طهران تفضل آلية “سناب باك” على الطلبات الأمريكية غير المنطقية، التي طالب فيها الرئيس دونالد ترامب بتسليم كامل اليورانيوم المخصب مقابل مهلة شهر واحد فقط.
وصف بزشكيان الطلبات بـ”السخيفة”، مؤكداً أن بلاده “ستختار العقوبات” إذا كان الخيار بينهما، في تصريحات أدلى بها قبل مغادرته نيويورك بعد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
جاء هذا بعد فشل مسعى روسي-صيني يوم 26 سبتمبر لتأجيل “سناب باك”، حيث صوّت 4 دول فقط لصالح المشروع، مما مهّد لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على برنامج إيران النووي والصواريخ، بما في ذلك تجميد الأصول ومنع صفقات الأسلحة.
أكد بزشكيان أن الإدارة الأمريكية “غير جادة” في المحادثات، رغم اتفاق “القاهرة” في 9 سبتمبر الذي سمح بتفتيش المنشآت النووية، ولوحت إيران بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا تفعّلت العقوبات.
استدعت طهران سفراءها في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا يوم 27 سبتمبر احتجاجاً على “القرار غير المسؤول” للترويكا الأوروبية.
لماذا هذا مهم؟
تُعد تفضيل إيران للعقوبات الأممية على الطلبات الأمريكية إشارة استراتيجية، حيث تُرى “سناب باك” أرحم لأنها تعيد عقوبات 2006-2010 المحدودة نسبياً (حظر أسلحة، وتجميد أصول، وقيود على التخصيب)، مقارنة بالمطالب الأمريكية بتسليم اليورانيوم المخصب (أكثر من 5 طن بنسبة 60%)، الذي يُعتبر “خطاً أحمر” يُهدد البرنامج النووي السلمي، ويُشبه “الاستسلام”.
أهمية خيار طهران تكمن في أنها تُعكس تحولاً في دبلوماسية ترامب، الذي يُفضّل “صفقات سريعة” لكنها تُثير رفض طهران، مما يُعزز الشكوك الغربية في نواياها (تخصيب قريب من 90% للسلاح).
كما يُفاقم التوترات الإقليمية، حيث يُرى التفعيل ردّاً على هجمات إسرائيلية في يونيو 2025، ويُهدد الاقتصاد الإيراني (تضخم 40%)، لكنه يُعطي طهران مبرراً للتصعيد، مثل تعليق التفتيش أو الانسحاب من معاهدة انتشار الأسلحة النووية.
هذا الجدل يُبرز فشل الدبلوماسية، رغم محادثات ماكرون-بزشكيان، ويُعزز نفوذ روسيا والصين كحليفتين.
ماذا بعد؟
مع دخول العقوبات حيز التنفيذ، يُتوقع أن تُعلّق إيران التعاون مع الوكالة الذرية بحلول أكتوبر 2025، مما يُدفع الغرب إلى عقوبات إضافية، ربما عبر مجلس الأمن، لكن روسيا والصين ستُعترضان.
قد يُؤدي ذلك إلى مفاوضات جديدة برعاية أوروبية في نوفمبر، مع تنازلات إيرانية جزئية مثل تقليص التخصيب مقابل رفع جزئي للعقوبات.
على المدى الطويل، إذا استمرت المواجهة، قد تُسرّع إيران برنامجها النووي، مُؤدية إلى ضربات إسرائيلية جديدة، لكن صفقة ترامب “سريعة” قد تُنهي الأزمة.
في النهاية، يعتمد الوضع على الترويكا الأوروبية، فضغط قوي قد يُجبر طهران على التنازل حتى ولو جزئيًا.