ماذا حدث؟
في خطوة دبلوماسية بارزة، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يونيو 2025 الاعتراف بدولة فلسطين، تلتها دول أوروبية مثل المملكة المتحدة، في سياق إعلان نيويورك الذي شاركت في رعايته فرنسا والسعودية خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025.
أثار القرار انتقادات حادة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي اتهم فرنسا بـ”مكافأة حماس”، رغم تأكيد باريس على ضرورة نزع سلاح حماس واستبعادها من حكم غزة.
يهدف الاعتراف إلى تعزيز السلطة الفلسطينية كبديل سياسي لحماس، مع مطالبات فرنسية بإصلاحات داخلية، مثل إعادة هيكلة مخصصات الرعاية الاجتماعية بناءً على الحاجة الاقتصادية، والتي بدأت السلطة بتطبيقها بناءً على رسالة محمود عباس إلى القادة السعوديين والفرنسيين.
يأتي هذا وسط تصعيد إسرائيلي في غزة، حيث احتلت 70% من القطاع بحلول سبتمبر 2025، وتهديدات بضم الضفة الغربية، مما دفع 142 دولة لدعم نشر قوة استقرار دولية مؤقتة في غزة، كما ورد في إعلان نيويورك.
لكن الولايات المتحدة، الحليف الأساسي لإسرائيل، عرقلت حضور وفد عباس في مراسم الاعتراف الأممية، مما يُعقد الجهود الدبلوماسية.
لماذا هذا مهم؟
يُعد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين خطوة استراتيجية لتعزيز شرعية السلطة الفلسطينية في مواجهة حماس، التي تُعاني عزلة إقليمية بعد هجوم الدوحة وإدانة قطر وتركيا لها في إعلان نيويورك.
أهميته تكمن في أنه يُعيد السلطة كشريك مفاوضات وحيد مع إسرائيل، خاصة مع تراجع حل الدولتين أمام توسع المستوطنات (700 ألف مستوطن في الضفة) وتهديدات الضم الإسرائيلية.
الاعتراف يُعزز موقف السلطة دبلوماسياً، حيث يُشجع الإصلاحات الداخلية مثل مكافحة الفساد وتحسين الحوكمة، ويُتيح تمويلاً محتملاً بـ50 مليار دولار من السعودية ودول الخليج لإعادة إعمار غزة، مما يُعيد إحياء شرعيتها أمام الفلسطينيين الذين فقدوا الثقة بعباس.
كما يُوجه رسالة لإسرائيل بأن المجتمع الدولي يرفض احتلال غزة أو ضم الضفة، لكنه يواجه تحديات بسبب معارضة أمريكية واستمرار سياسات نتنياهو اليمينية، التي تُهدد بإغلاق نافذة الدولتين نهائياً، مما يُعيق الاستقرار الإقليمي.
ماذا بعد؟
مع استمرار الاعترافات، ستسعى السلطة الفلسطينية للاستفادة من دعم 142 دولة لتفعيل قوة استقرار دولية في غزة، ربما بقيادة مصر والأردن، لتحل محل القوات الإسرائيلية بحلول 2026، مع إصلاحات داخلية لاستعادة ثقة الشعب، مثل إجراء انتخابات بحلول يونيو 2026.
قد يُؤدي لقاء ترامب مع القادة العرب في نيويورك إلى ضغط على إسرائيل لوقف الضم، لكن معارضة أمريكية قد تُعطل التقدم.
على المدى الطويل، إذا نجحت الإصلاحات، ستُعزز السلطة نفوذها وتُعيد إعمار غزة، لكن فشل عباس في التنازل عن السلطة قد يُضعف الاعتراف كرمزية فارغة.
في النهاية، يعتمد النجاح على الدعم العربي-الأوروبي؛ فتمويل قوي وإصلاحات حقيقية قد يُنقذ حل الدولتين، وإلا سيستمر الصراع مع إسرائيل.