مصري يستثمر 50 مليار دولار في أمريكا.. ما القصة؟

مصري يستثمر 50 مليار دولار في أمريكا.. ما القصة؟

ماذا حدث؟

أعلن الملياردير المصري ناصف ساويرس، أغنى رجل أعمال في مصر بثروة تقدر بنحو 9.7 مليار دولار وفق فوربس، في مقابلة مع “فاينانشال تايمز” يوم 22 سبتمبر 2025، عن خططه لاستثمار ما يصل إلى 50 مليار دولار في مشاريع البنية التحتية الأمريكية خلال العقد المقبل، مع التركيز على مراكز البيانات، والمطارات، والنقل، والطاقة، والمياه.

يأتي هذا الإعلان مع سعي شركتيه الرئيسيتين، OCI Global (مدرجة في بورصة يورونيكست أمستردام) وأوراسكومOrascom Construction PLC (مدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية وبورصة مصر)، للاندماج لتشكيل منصة عالمية للبنية التحتية مقرها أبوظبي، كما أفاد بيان مشترك يوم 22 سبتمبر.

الاندماج، الذي يُقدّر قيمة مشاريع أوراسكوم التحت التنفيذ بـ14 مليار دولار، سيجمع بين قدرات OCI الاستثمارية (التي باعت أصولاً بـ11.6 مليار دولار في السنوات الأخيرة) وخبرة أوراسكوم في الإنشاءات، مع خطط لإصدار أسهم جديدة لحاملي OCI وشطبها من أمستردام بعد الموافقات التنظيمية.

تأسست أوراسكوم عام 1950 على يد والد ناصف، أنسي ساويرس، وأصبحت من أكبر 30 مقاولاً دولياً، بينما ركز ناصف على الاستثمارات في الأسمنت والنيتروجين والأمونيا الصديقة للبيئة في الولايات المتحدة.

لماذا هذا مهم؟

يُمثل الاستثمار المخطط تحولاً استراتيجياً كبيراً لساويرس، الذي يُعتبر أحد أبرز رجال الأعمال العرب، حيث يُعزز نفوذه في السوق الأمريكية، التي تمثل 25% من الناتج العالمي، ويُستفيد من خطط بايدن-ترامب لإعادة بناء البنية التحتية بـ1.2 تريليون دولار.

أهميته تكمن في أن الاندماج سيُنشئ كياناً عالمياً يجمع بين التمويل (OCI) والتنفيذ (أوراسكوم)، مما يُمكّن من المنافسة في مشاريع عملاقة مثل مراكز البيانات والطاقة المتجددة، ويُعزز الاقتصاد المصري من خلال عائدات تصل إلى 22 مليار دولار توزيع أرباح منذ 1999، وفق تدقيق KPMG.

كما يُبرز دور الأثرياء العرب في الاستثمار العالمي، خاصة مع تركيز ساويرس على الاستدامة (مصنع أمونيا صديق للبيئة في الولايات المتحدة)، ويُعكس ثقة في الشراكات الإماراتية-المصرية، حيث يُدرج الكيان في أبوظبي.

اقتصادياً، يُساهم في تنويع مصادر الدخل بعيداً عن الشرق الأوسط، وسط توترات جيوسياسية، ويُعزز مكانة ساويرس كمستثمر ريادي، صاحب نادي أستون فيلا الإنجليزي، مما يُحفّز الاستثمارات العربية في الغرب.

ماذا بعد؟

مع توقيع الاندماج الوشيك، يُتوقع أن يُعلن الكيان الجديد في أكتوبر 2025 بعد موافقات المساهمين والجهات التنظيمية، مما يُمكّن من صفقات أولية في الولايات المتحدة بـ5-10 مليار دولار، مستفيداً من وحدة Weitz (مملوكة لأوراسكوم) في مشاريع المطارات والمباني.

قد يُؤدي ذلك إلى توسع في أوروبا والخليج، مع عائد داخلي يتجاوز 39%، لكن يواجه تحديات مثل التقييم النسبي والشطب من أمستردام.

على المدى الطويل، إذا نجح، سيُصبح الكيان من أكبر اللاعبين العالميين في البنية التحتية، مما يُعزز الاقتصاد المصري والإماراتي، لكن الفشل في التمويل أو التنظيم قد يُؤجّل الخطط.

في النهاية، يُمثل هذا خطوة جريئة لساويرس نحو “المرحلة التالية”، لكن نجاحه يعتمد على الشراكات الدولية في عصر الطاقة الخضراء.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *