ماذا حدث؟
أعلن البيت الأبيض يوم 20 سبتمبر 2025، تفاصيل صفقة بيع عمليات تيك توك في الولايات المتحدة، التي ستحول التطبيق إلى ملكية أمريكية كاملة، بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ يوم 19 سبتمبر.
وفقاً لسكرتيرة الصحافة كارولين ليفيت، سيضم المجلس الإداري الجديد سبعة أعضاء، ستة منهم أمريكيون، لضمان السيطرة الكاملة على التطبيق الذي يملكه حالياً بايت دانس الصينية. نقلت “وول ستريت جورنال” عن مصادر أن الحكومة الأمريكية ستحصل على رسوم تصل إلى مليارات الدولارات من المستثمرين، مقابل تسهيل التفاوض مع بكين، مع توقعات بتوقيع الصفقة “في الأيام المقبلة”.
أكدت وزارة التجارة الصينية في بيانها أن الصفقة “مفيدة للجانبين”، مشددة على احترام رغبات الشركة وفق القوانين الصينية، مما يُنهي تهديد الحظر الذي فرضته قوانين 2024، والتي كانت تُلزم بايت دانس ببيع الأصول الأمريكية بحلول يناير 2025، مع تمديدات متكررة من ترامب
المكالمة غطت أيضاً التجارة والفنتانيل، مع خطط للقاء وجهاً لوجه في كوريا الجنوبية بعد ستة أسابيع.
لماذا هذا مهم؟
تُمثل الصفقة انتصاراً استراتيجياً لإدارة ترامب في مواجهة الصين، حيث يُعتبر تيك توك (170 مليون مستخدم أمريكي) أداة لجمع البيانات ونفوذ بكين، مما أثار مخاوف أمنية منذ 2020، وأدى إلى حظر محتمل في 2024.
أهميته تكمن في أنها تُنهي التوترات التجارية، حيث سيحصل المستثمرون الأمريكيون (مثل Blackstone وSusquehanna) على 80% من الملكية، مقابل 20% صيني، مع سيطرة أمريكية على الخوارزمية والبيانات، مما يُقلل الاعتماد على الصين في التكنولوجيا ويُعزز الاقتصاد الأمريكي برسوم مليارات الدولارات.
كما تُمهد لتنازلات أوسع في التجارة، مثل الطائرات والصويا، بعد هدنة الرسوم الجمركية، وتُعيد تشكيل التوازن الجيوسياسي، حيث يُرى التطبيق كسلاح ناعم ساعد ترامب في الانتخابات بفضل قاعدته الشابة.
في الوقت نفسه، تُظهر مرونة بكين، التي كانت تُصر على السيطرة، مما يُنهي أزمة هددت بحظر التطبيق وخسائر تصل إلى 50 مليار دولار سنوياً للاقتصاد الأمريكي، ويُعزز الثقة في الشراكات التجارية.
ماذا بعد؟
مع توقيع الصفقة الوشيك، يُتوقع أن يُعلن ترامب عنها رسمياً قبل نهاية سبتمبر 2025، مما يُنهي التهديد بالحظر ويُسرع اندماج تيك توك في السوق الأمريكية تحت رقابة CFIUS، مع ضمانات لخصوصية البيانات.
قد يُؤدي ذلك إلى لقاء ترامب-شي في كوريا الجنوبية، لمناقشة التجارة والفنتانيل، مما يُقلل التوترات ويُعزز الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة.
على المدى الطويل، سيُعيد هيكلة الملكية يُعزز الابتكار الأمريكي في وسائل التواصل، لكن يُثير مخاوف من رقابة حكومية، مع إمكانية تحديات قانونية من بايت دانس.
في النهاية، تُمثل الصفقة نموذجاً لـ”فوز مشترك” في الحرب التجارية، لكن فشل التنفيذ قد يُعيد التوترات، مما يُهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي.