ماذا حدث؟
في تصعيد دبلوماسي حاد، حذر نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي يوم 20 سبتمبر 2025، من تعليق كامل للتفاهم المبرم بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في القاهرة، إذا تم تفعيل عقوبات مجلس الأمن في 28 سبتمبر الجاري.
جاء التحذير ردًا على فشل مجلس الأمن في تبني مشروع قرار يمنع آلية “سناب باك”، التي أطلقتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا في 28 أغسطس، متهمة إيران بعدم الالتزام باتفاق 2015 النووي (JCPOA).
أكد آبادي أن “التعليق أمر منطقي وبديهي”، مشددًا على أن إيران لديها “ردود مناسبة” على الأعمال العدائية، بينما قدم وزير الخارجية عباس عراقجي “اقتراحًا إبداعيًا” للدول الأوروبية لتجنب الأزمة، دون الكشف عن تفاصيل.
أعلن مندوب إيران في الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني أن التصويت “غير قانوني”، وأن طهران لن تلتزم به، مع تأكيد استمرار الدبلوماسية. صوتت روسيا والصين وباكستان والجزائر لصالح رفع العقوبات، بينما عارضت تسع دول بما فيها الولايات المتحدة، وامتنع اثنتان.
يأتي هذا بعد اتفاق “القاهرة” في 9 سبتمبر، الذي سمح بتفتيش المنشآت النووية مقابل مراعاة الاعتبارات الأمنية الإيرانية، لكن الدول الغربية تراه “غير كافٍ” بسبب تخصيب إيران لليورانيوم إلى مستويات عالية.
لماذا هذا مهم؟
يُعد التهديد الإيراني خطوة حاسمة تهدد بانهيار التعاون النووي الدولي، حيث يُعتبر التفاهم في القاهرة خطوة نادرة نحو الشفافية بعد انسحاب أمريكا من JCPOA عام 2018، وتعليقه يُعني فقدان الوصول إلى المنشآت النووية، مما يُعزز الشكوك الغربية في سعي طهران لسلاح نووي، رغم نفيها وادعائها أغراضًا مدنية.
أهميته تكمن في أن تفعيل “سناب باك” سيُعيد عقوبات الأمم المتحدة لأول مرة منذ 2006-2010، مما يُفاقم الأزمة الاقتصادية الإيرانية (تضخم 40%، انكماش 5% في 2024)، ويُهدد الاستقرار الإقليمي بتصعيد مع إسرائيل وحلفائها، خاصة بعد هجمات إسرائيلية على منشآت نووية إيرانية في يونيو 2025.
كما يُبرز فشل الدبلوماسية، حيث رفضت الترويكا الأوروبية الاقتراح الإيراني كـ”غير مرضٍ”، مما يُعيق إنهاء صلاحية القرار 2231 في أكتوبر، ويُعزز نفوذ روسيا والصين كحليفتين لإيران.
هذا التصعيد يُعرض السلام النووي للخطر، ويُؤثر على أسعار النفط العالمية، مع مخاوف من حرب إقليمية أوسع.
ماذا بعد؟
مع اقتراب 28 سبتمبر، يُتوقع أن يُحسم الاتفاق في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل، حيث سيلتقي الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بنظرائه الأوروبيين، لمناقشة “خطوات ملموسة” مثل تقليص التخصيب مقابل تأجيل العقوبات.
إذا نجح، قد يُمدد التفاهم مع الوكالة، لكن الفشل سيُفعل “سناب باك”، مما يُعيد عقوبات على برنامج إيران النووي والصواريخ، ويُؤدي إلى تعليق التعاون، مع “أوراق استراتيجية” إيرانية مثل زيادة التخصيب إلى 90%.
على المدى الطويل، قد يُعيد التصعيد مفاوضات جديدة برعاية أمريكية، خاصة مع ترامب الذي يُفضل “صفقات كبيرة”، لكن الرفض الأوروبي سيُعمق العزلة الإيرانية.
في النهاية، يعتمد على مرونة طهران؛ تنازلات سريعة قد تُنقذ الاتفاق، وإلا سيُصبح البرنامج النووي أقرب إلى السلاح، مما يُهدد السلام الإقليمي.