قطر تطلب اعتذار إسرائيل.. هل تفعلها تل أبيب؟

كيف ستتحرك قطر بعد استهداف إسرائيل لحماس على أرضها؟

ماذا حدث؟

في تصعيد دبلوماسي غير مسبوق، أعلنت قطر طلب اعتذار رسمي من إسرائيل لاستئناف دورها كوسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن في غزة، بعد غارة إسرائيلية على العاصمة الدوحة في 10 سبتمبر 2025، أسفرت عن مقتل خمسة أعضاء من حماس وأحد حراس الأمن القطريين، مع نجاة قادة حماس الكبار بأعجوبة.

جاء الطلب من أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الذي طرحه أمام وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال لقائهما في الدوحة يوم 16 سبتمبر، وكرر في اجتماعات روبيو مع نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.

أكدت مصادر مطلعة أن قطر تُدرك التعقيدات السياسية في إسرائيل، ومستعدة لمرونة في صياغة الاعتذار، ربما بتركيز على مقتل الحارس القطري وتعويض عائلته، مع وعد بعدم تكرار الانتهاك.

رد نتنياهو بتهديدات متكررة، متهماً قطر بـ”إيواء الإرهابيين”، ووصف الغارة بأنها “ضرورية” لإزالة عقبة في التحرير.

عقدت قطر قمة طارئة عربية-إسلامية في 15 سبتمبر لإدانة الغارة، ووصف رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن “الاعتداء الإسرائيلي” بـ”الإرهاب الدولي”، مشدداً على أنه “قتل أي أمل” في إطلاق الرهائن.

أعربت الولايات المتحدة عن غضبها، حيث طالب ترامب نتنياهو بعدم تكرار الضربة، معتبراً أنها “لا تخدم أهداف إسرائيل أو أمريكا”.

لماذا هذا مهم؟

يُعد الطلب القطري اختباراً حاسماً لدور الدوحة كوسيط رئيسي في غزة، حيث ساهمت في اتفاقيتي وقف إطلاق نار سابقة (نوفمبر 2023 ويناير 2025)، وتستضيف مكتب حماس سياسياً منذ 2012، مما يجعلها شريكاً أمريكياً حيوياً رغم الغضب من عدم التشاور قبل الغارة.

أهميته تكمن في أن الاعتذار الإسرائيلي سيكون “انفجاراً سياسياً” لنتنياهو وائتلافه اليميني المتطرف، الذي يرى قطر “داعمة للإرهاب”، لكنه ضروري لاستئناف المفاوضات التي تتوقف عليها إطلاق 20 رهينة حياً متبقيين، وفقاً لإدارة ترامب.

الغارة، الأولى في دولة خليجية، عززت عزلة إسرائيل إقليمياً، خاصة بعد قمة الدوحة التي جمعت عشرات الدول العربية والإسلامية لإدانتها كـ”انتهاك سيادة”، مما يُهدد اتفاقيات أبراهام ويُعمق التوترات مع إيران وحلفائها.

كما يُبرز فشل التنسيق الأمريكي-الإسرائيلي، حيث أغضبت الضربة مستشاري ترامب، وأكدت أنها “تُعيق الجهود الأمريكية”، مما يُعرض السلام في غزة للخطر ويُفاقم الأزمة الإنسانية هناك.

ماذا بعد؟

مع لقاء المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف برئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن في نيويورك يوم 21 سبتمبر، يُتوقع أن يُركز على حل الأزمة، ربما بصيغة اعتذار إسرائيلي مرنة تركز على “الندم على مقتل القطري” وتعويض عائلته، كما حدث في اعتذار نتنياهو لتركيا عام 2013 بشأن سفينة مافي مرمرة.

إذا اعتذرت إسرائيل، ستستأنف قطر الوساطة، مما يُسرع صفقة رهائن ووقف إطلاق نار، لكن رفض نتنياهو قد يُعمق العزلة ويُطيل الحرب، مع دعم أمريكي مشروط.

على المدى الطويل، قد يُدفع إلى إعادة تقييم التحالفات الخليجية مع إسرائيل، خاصة إذا أدى الاعتذار إلى تعزيز الوساطة، لكن دون ضغط دولي قوي، سيظل الوضع متجمداً.

في النهاية، يعتمد النجاح على مرونة نتنياهو، لكن السياسة الداخلية قد تحول دون الاعتذار، مما يُعيق السلام في غزة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *