ماذا حدث؟
كشفت تقارير غربية أن جهاز “الموساد” عرقل خطة لاغتيال قادة حماس في قطر رغم ضغوط نتنياهو، ما أثار تساؤلات حول دوافعه وكشف عن انقسام داخل المؤسسة الأمنية بشأن التوقيت والجدوى.
انقسام في المؤسسة الأمنية
ذكرت واشنطن بوست أن مدير الموساد ديفيد برنيا رفض خطة لاغتيال قادة حماس بعمل ميداني، خشية توتير العلاقة مع قطر، الوسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار، فيما شاركه رئيس الأركان تحفظاته على التوقيت، مقابل تأييد وزراء مقربين من نتنياهو، ما كشف انقسامًا غير مسبوق داخل المؤسسة الإسرائيلية.
ضربة بديلة.. ولكن بلا نتائج
بعد رفض الموساد، شنت إسرائيل غارة جوية بمشاركة 15 مقاتلة على الدوحة، لكن الهجوم لم يصب قادة حماس الكبار وأوقع قتلى من المساعدين وأحد الضباط القطريين، فيما اعترفت مصادر بأن العملية لم تحقق أهدافها.
“الوقت لم يحن بعد”
المعارضون للعملية في الداخل الإسرائيلي لم يشككوا في ضرورة استهداف قادة حماس، لكنهم رأوا أن التوقيت كان خاطئًا، خصوصًا أن اجتماع الدوحة كان مخصصًا لمناقشة مقترح أميركي جديد تقدم به الرئيس دونالد ترامب لوقف الحرب.
أحد المسؤولين الإسرائيليين علّق ساخرًا: “الموساد يستطيع اغتيالهم في أي مكان بالعالم خلال عام أو عامين أو حتى أربعة أعوام.. لماذا نحرق الورقة الآن؟”.
قطر على خط الأزمة
من جانبها، أدانت الدوحة الغارة الجوية، ووصفتها بأنها “تصعيد خطير”، داعية المجتمع الدولي لاتخاذ موقف صارم تجاه ما اعتبرته “سياسات إسرائيل المتهورة”.
وبحسب محللين، فإن معارضة الموساد للعملية عكست إدراكًا لأهمية الدور القطري كوسيط، في وقت تتجه فيه إسرائيل نحو تصعيد بري محتمل ضد غزة بعد تعثر المفاوضات.
خلفيات ودوافع
القرار الإسرائيلي بالتصعيد جاء بعد يوم واحد من هجوم مسلح في القدس أسفر عن مقتل 6 مدنيين إسرائيليين، وكذا كمين في غزة قُتل فيه 4 جنود. هذه التطورات دفعت نتنياهو للبحث عن “رد نوعي” يستهدف رأس القيادة في حماس، لكنه اصطدم بفيتو من داخل أجهزته الأمنية.
ومع أن العملية الجوية لم تحقق أهدافها، إلا أنها كشفت حجم الخلافات بين السياسيين والأجهزة الأمنية بشأن كيفية إدارة الحرب، وما إذا كان التصعيد السريع يخدم إسرائيل أم يضعف أوراقها التفاوضية.
ماذا بعد؟
اللافت أن عملية الاغتيال لم تُلغَ نهائيًا، بل جرى “تجميدها” لحين توفر ظروف أفضل. كما يؤكد محللون أن مواجهة إسرائيل مع قادة حماس في الخارج ليست سوى مسألة وقت، لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل تستطيع تل أبيب الانتظار حتى يحين الموعد المناسب، أم أن ضغوط الداخل ستدفعها لمغامرة جديدة غير محسوبة؟