ماذا حدث؟
في مشهد مأساوي يتكرر مع كل موسم أمطار موسمية، اجتاحت فيضانات عارمة مناطق واسعة شرق باكستان، لتغرق قرى كاملة وتدفع آلاف الأسر إلى ترك منازلها تحت وطأة المياه المتصاعدة والخطر المتزايد على السدود.
عمليات إنقاذ مستمرة
منذ مساء الثلاثاء، دخلت فرق الإنقاذ مدعومة بوحدات من الجيش في سباق مع الزمن لإجلاء السكان المحاصرين بمياه الفيضان قرب مدينة جلال بور بيراوالا، فيما استمرت الجهود حتى صباح الأربعاء وسط أوضاع إنسانية صعبة.
نازحون بين المخيمات والسدود
ووفقًا لمفوض الإغاثة نبيل جاويد، تضرر ما يقارب 142 ألف شخص في المنطقة، حيث لجأ بعضهم إلى منازل أقاربهم، بينما اضطر آخرون لقضاء ليالٍ قاسية على الحواجز المائية أو في مخيمات الطوارئ بعد أن غمرت السيول بيوتهم بالكامل.
قوارب تبحث عن العالقين
المشهد بدا أكثر قسوة مع تحرك قوارب الإنقاذ وسط المياه، لانتشال من علقوا فوق الأشجار وأسقف المنازل.
غير أن شكاوى عديدة برزت من سكان القرى الذين أكدوا أن القادرين على الدفع تمكنوا من استئجار قوارب خاصة والهروب سريعًا، تاركين الفقراء في انتظار يد العون.
أرقام صادمة
ومنذ 23 أغسطس الماضي، اجتاحت السيول نحو 4 آلاف قرية في إقليم البنجاب، لتؤثر على أكثر من 4.2 مليون شخص، وتشرد ما يزيد على 2.1 مليون آخرين، بينما حصدت الفيضانات أرواح ما لا يقل عن 68 شخصًا، نتيجة أمطار موسمية غير مسبوقة وتفريغ متكرر لمياه السدود الهندية المليئة.
لماذا هذا مهم؟
تمثل هذه الفيضانات واحدة من أخطر الكوارث الطبيعية التي تواجهها باكستان هذا العام، ليس فقط بسبب حجم الدمار والخسائر البشرية، وإنما لأنها تكشف هشاشة البنية التحتية وضعف قدرة السدود على استيعاب كميات الأمطار الغزيرة، فضلًا عن اعتماد ملايين الأسر على أراضٍ زراعية غمرتها المياه بالكامل، وهو ما يهدد بأزمة غذاء ومعيشة في المدى القريب.
ماذا بعد؟
تستعد السلطات لمواجهة مزيد من التحديات مع استمرار الأمطار الموسمية وتزايد مخاطر انهيار السدود في بعض المناطق المنخفضة، فيما تواصل فرق الإنقاذ عمليات الإجلاء والإغاثة وسط مطالبات دولية ومحلية بتوفير دعم عاجل.
وبينما يترقب السكان ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، تبقى المخاوف قائمة من اتساع رقعة الكارثة إذا لم تتراجع حدة الأمطار أو يتم ضبط تدفق المياه من السدود المجاورة.