مذبحة قرية الصنوبر.. تحقيق إعلامي غربي يكشف جريمة الساحل السوري

#image_title

ماذا حدث؟

كشفت شبكة CNN، من خلال تحقيق صحفي دقيق، عن مشهد مروع في قرية الصنوبر بمحافظة اللاذقية السورية، التي يقطنها آلاف السكان من الطائفة العلوية.

القرية الصغيرة، المحاطة بأراضٍ زراعية وبقع متفرقة من الأبنية، تحولت إلى مسرح لواحدة من أكثر المجازر دموية منذ اندلاع الأحداث الأخيرة في سوريا.

عبر مقابلات مباشرة مع ناجين وأدلة بصرية من الأقمار الصناعية ومقاطع مصورة من قلب الحدث، سلّط التحقيق الضوء على تفاصيل عنف مروعة وقعت هناك، شملت إعدامات ميدانية بحق مدنيين عزّل، وعمليات سلب وحرق ممنهج، وانتهاكات طائفية جسيمة.

بحسب CNN، أفاد شهود عيان بأن القوات الموالية للنظام السوري السابق هي من نفذت الهجوم، حيث تراكمت الجثث في مقبرتين جماعيتين داخل القرية، وسط عمليات نهب وإهانة منظمة.

رصدت الشبكة عبر المقاطع المصورة ما لا يقل عن 84 ضحية تم تحديد مواقعهم بدقة، بينما رجح الأهالي أن العدد الحقيقي يفوق 200 قتيل، معظمهم من الرجال.

لماذا هذا مهم؟

تكمن أهمية هذه المجزرة في أنها كشفت عن هشاشة الوضع الأمني، وعجز الإدارة السورية المؤقتة، بقيادة أحمد الشرع، عن ضمان حماية الأقليات العرقية والدينية في البلاد.

الحادثة تلقي بظلالها على قدرة الحكومة الجديدة في منع تحول الصراع إلى حرب طائفية شاملة، خاصة مع ظهور مقاطع مصورة توثق مسلحين إسلاميين سنة، من أنصار الحكومة المؤقتة، وهم يدعون إلى “تطهير عرقي” ضد العلويين، وهي الطائفة التي انحدرت منها عائلة الأسد وظلت لعقود مهيمنة على السلطة في دمشق.

أعمال العنف، التي انفجرت في أعقاب كمين دموي نصبته قوات موالية للأسد لقوات الحكومة الجديدة، سرعان ما تصاعدت إلى عمليات انتقامية في محافظتي اللاذقية وطرطوس.

وفي حين حملت الحكومة المسؤولية لمجموعات “خارجة عن السيطرة”، تعهد الشرع بفتح تحقيق عبر لجنة لتقصي الحقائق،  لكن حتى الآن، تتواصل موجات العنف، وسط تقارير تفيد بسقوط أكثر من 800 قتيل وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في وقت تشير فيه منظمات أخرى إلى أعداد تفوق ذلك.

ماذا بعد؟

الحدث الذي وقع في قرية الصنوبر يعيد طرح تساؤلات ملحة حول المستقبل السياسي والأمني لسوريا، لا سيما مع اتساع رقعة الكراهية الطائفية، التي تهدد بإشعال فتيل صراع أهلي طويل الأمد.

المشاهد التي وثقتها CNN، بما فيها صور الأقمار الصناعية التي أظهرت قبورًا جماعية وعمليات طمر لجثث الضحايا، تعكس واقعًا مأساويًا قد يعرقل مسار جهود المصالحة الوطنية وإعادة بناء الدولة.

مع استمرار الانفلات الأمني، يخشى السكان المحليون العودة إلى قريتهم لدفن أحبائهم وفقًا للشعائر الإسلامية، وسط شعور عام بالرعب من عمليات انتقامية قد تندلع مجددًا في أي لحظة.

بينما تتعهد السلطات الجديدة بالمحاسبة، يبقى الناجون يعيشون على وقع الخوف، تحيطهم مشاهد الحزن والدمار، ويبقى الأمل الوحيد معلقًا على تحرك جاد من قبل المجتمع الدولي والقيادات السورية، لمنع تكرار مثل هذه الفظائع التي تعصف بأمن البلاد ووحدتها.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *