الوجه الآخر للصومال ثروات طبيعية في قلب التحديات

كتب – ياسين أبو العز

تتعدد صور الصومال في الأذهان، حيث غالبًا ما ترتبط البلاد بالصراعات السياسية والاضطرابات الأمنية. ومع ذلك، هناك وجه آخر للصومال، حيث تمتلك البلاد ثروات طبيعية ضخمة تعد من بين الأكثر تنوعًا في القارة الأفريقية.تحت سطح التحديات التي تواجهها، تكمن فرص اقتصادية هائلة يمكن أن تؤثر على مستقبل البلاد بشكل إيجابي إذا تم استغلالها بشكل صحيح، من النفط والغاز إلى الثروات المعدنية والتنوع البيولوجي، تعرفوا على هذا الوجه الآخر للصومال الذي لا يعرفه الكثيرون.

النفط والغاز كنز تحت الرمال

من أبرز الثروات الطبيعية التي يحتفظ بها الصومال هو النفط، وتقع البلاد في منطقة استراتيجية على خليج عدن بالقرب من مضيق باب المندب، وهو ما يجعلها تمتلك احتياطيات هائلة من النفط والغاز. رغم أن الصومال لم يحقق بعد الاستخراج التجاري للنفط، إلا أن هناك العديد من شركات النفط العالمية التي تنظر بعين الاهتمام إلى احتياطيات الصومال، وتشير بعض الدراسات أن التقديرات الأولية من احتياطات النفط في الصومال بحوالي 30 مليار برميل عبر 15 مربعًا فقط.ومع اكتشافات جديدة في البحر الأحمر، يمكن للصومال أن يتحول إلى لاعب رئيسي في سوق الطاقة في المنطقة. مع ذلك، فإن الاستقرار السياسي والأمني يشكلان التحديات الكبرى أمام الاستفادة من هذا المورد الضخم، بالإضافة إلى الحاجة إلى تطوير بنية تحتية حديثة للنفط والغاز.

الثروات المعدنية الصومال بؤرة التعدين المحتملة

بالإضافة إلى النفط، يمتلك الصومال أيضًا ثروات معدنية ضخمة. من أبرز المعادن التي تحتوي عليها الأرض الصومالية، يُذكر الذهب والحديد والتيتانيوم، تم اكتشاف رواسب كبيرة من الذهب في جنوب البلاد، حيث تعتبر من بين الأكبر في شرق إفريقيا. كما أن هناك مناجم للتيتانيوم في مناطق معينة، وهو معدن يستخدم في صناعة الطائرات، مما يجعله ذا قيمة استراتيجية في الأسواق العالمية.

الزراعة بساتين الصومال وإمكانات اقتصادية ضخمة

إلى جانب الثروات الباطنية، يمتلك الصومال أراضٍ خصبة تعتبر من أفضل الأراضي الزراعية في المنطقة. زراعة الموز والذرة والقمح تعد من المحاصيل الأساسية في البلاد، حيث يتم تصدير جزء كبير منها إلى الأسواق العالمية، وخاصة في منطقة الخليج. الصومال أيضًا مشهور بإنتاج السمسم والفواكه الاستوائية، التي تزدهر في المناخ المعتدل في بعض مناطق البلاد لكن مع ذلك، تواجه الزراعة الصومالية تحديات كبيرة مثل القحط والظروف الجوية المتقلبة، بالإضافة إلى نقص الدعم الحكومي والابتكار الزراعي.

الأسماك ثروة بحرية غير مستغلة

يمتد الشريط الساحلي للصومال على طول حوالي 3,300 كيلومتر، مما يجعلها واحدة من أكبر الدول الإفريقية من حيث طول السواحل، وبفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي، تمتلك الصومال إمكانيات هائلة في مجال صناعة الأسماك، وهي واحدة من أهم الثروات البحرية التي يمكن أن تحقق نموًا اقتصاديًا مستدامًا.وتعد الأسماك من أكبر صادرات البلاد إلى الأسواق العالمية، خصوصًا الأنواع التي يتم صيدها في المياه العميقة مثل الجمبري وأسماك التونة. ورغم هذه الإمكانيات، فإن الصناعة البحرية تعاني من مشاكل مثل الصيد الجائر، والقرصنة البحرية، وقلة التكنولوجيا الحديثة لتطوير هذا القطاع.

التراث البيئي والتنوع الحيوي موارد سياحية لم تُستغل بعد

الصومال غني بتنوع بيولوجي مدهش، يضم غابات ومحميات طبيعية ومناطق ساحلية فريدة من نوعها. توفر هذه الموارد الطبيعية إمكانيات ضخمة لتنمية السياحة البيئية، حيث يمكن جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، والحياة البرية الفريدة.تعتبر المحميات الطبيعية مثل منتزه هرجيسا ومنطقة بادار موطنًا لأنواع نادرة من الحيوانات والنباتات. ورغم الإمكانيات الهائلة، فإن قطاع السياحة لا يزال في مراحل مبكرة، نظراً للظروف الأمنية والعقبات اللوجستية التي تمنع تدفق السياح بشكل فعال.

التحديات السياسية والاقتصادية.. عائق أمام الاستفادة من الثروات

ورغم هذه الثروات الطبيعية الهائلة، فإن الصومال يواجه تحديات داخلية خطيرة تؤثر على استغلال هذه الموارد. الصراعات المستمرة بين الفصائل المسلحة، فضلاً عن الفقر والبطالة المرتفعة، تشكل عائقًا كبيرًا أمام تحقيق النمو المستدام. كما أن ضعف البنية التحتية، والفساد الإداري، والانقسامات السياسية تزيد من تعقيد عملية جذب الاستثمارات الأجنبية.

التحول إلى قوى اقتصادية جديدة

على الرغم من التحديات العديدة، يبقى للصومال إمكانيات ضخمة للتحول إلى قوة اقتصادية بفضل ثرواته الطبيعية إذا تمكنت البلاد من توفير بيئة أكثر استقرارًا وشفافية، فإنها تستطيع أن تصبح واحدة من أبرز الوجهات الاستثمارية في المنطقة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *