ماذا حدث؟
تحولت جنازة الفنان الراحل سليمان عيد إلى ساحة جدل أعادت طرح سؤال يتجدد مع كل وفاة لأحد رموز الفن في مصر، هل توثق كاميرات الصحفيين لحظات الوداع أم تنتهك خصوصية الحزن؟
الواقعة تسببت في اشتباك بين المخرج محمد السباعي وعدد من المصورين الصحفيين، ما أثار ضجة على مواقع التواصل، وفتح ملفًا حساسًا حول حدود التغطية الإعلامية في مناسبات العزاء.
وبين اعتراض السباعي، ودفاع زوجته آية سماحة، وردود أفعال المصورين، ثم بيان نقابة الصحفيين، عاد الجدل حول تغطية جنازات النجوم، والفاصل بين المهنية والخصوصية.
شرارة الأزمة.. اعتراض على “فلاشات” الكاميرات
أثار المخرج محمد السباعي، حفيد فريد شوقي وهدى سلطان، جدلًا واسعًا بمنشور على مواقع التواصل ينتقد فيه وجود المصورين خلال جنازة سليمان عيد، وأرفقه بصورة تُظهرهم أثناء التغطية، في ما اعتُبر إدانة واضحة لتصرفاتهم.
المنشور تضمن لفظًا مسيئًا أثار غضب عدد كبير من الصحفيين، ما دفعه لحذفه لاحقًا ونشر فيديو اعتذاري تحدث فيه عن معاناته في مواقف مماثلة عند وفاة أقاربه.
وأكد السباعي احترامه للعمل الصحفي، لكنه رفض ما وصفه بـ”انتهاك الخصوصية في لحظات الحزن”، معتبرًا أن مشاعر الإنسان لا يجب أن تُستغل إعلاميًا.
آية سماحة تدخل على خط الأزمة
في محاولة لاحتواء الموقف، نشرت آية سماحة بيانًا مقتضبًا عبر فيسبوك، أكدت فيه احترامها للصحفيين والمصورين “المحترفين”.
ورغم ذلك، استمر السجال عبر مواقع التواصل، بين مؤيدين لموقف السباعي باعتبار الجنازات لحظات خاصة، ومعارضين يرون أنها جزء من التوثيق الفني والثقافي.
رد نقابة الصحفيين: دفاع عن الحق المهني
أصدرت نقابة الصحفيين برئاسة خالد البلشي بيانًا حاسمًا رفضت فيه أي إساءة لفظية للمصورين، مؤكدة حقهم في العمل بحرية واحترام وفقًا للمعايير المهنية والإنسانية.
وشددت على اتخاذ إجراءات قانونية ضد أي اعتداء أو منع غير مبرر، معتبرة ما حدث انتهاكًا لحرية الصحافة.
وأشارت إلى اجتماع سابق مع نقابة المهن التمثيلية لوضع ضوابط توازن بين مشاعر الأسر وحق التوثيق، أبرزها:
– عدم التطفل على مشاعر الأهالي
– تجنب دخول السرادقات والمقابر
– احترام قدسية الموقف
– عدم التصوير دون موافقة واضحة.
حدود التغطية.. بين التوثيق والانتهاك
وأكدت نقابة الصحفيين أن تصوير الجنازات جزء أصيل من التوثيق الصحفي، مستشهدة بجنازات رموز مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، معتبرة أن الاحترافية هي ما يميز التوثيق عن انتهاك الخصوصية.
وشددت على ضرورة التفرقة بين الصحفيين المحترفين والدخلاء الباحثين عن التريند، مؤكدة أن تغطية الجنازات ليست مادة للمتاجرة أو الإثارة.
ماذا بعد؟
رغم محاولة التهدئة، لا تزال الأزمة مشتعلة في الرأي العام، بين من يطالبون بتشديد الضوابط على تصوير الجنازات احترامًا لمشاعر الحزن، ومن يدافعون عن حق الصحافة في التوثيق باعتباره سجلًا تاريخيًا.