9 قواعد غير متوقعة اتبعها الرهبان المسيحيون عبر التاريخ

#image_title

على مر العصور، ارتبطت حياة الرهبنة المسيحية بالتقشف والانعزال عن العالم المادي، لكنها أيضاً شهدت قواعد وتقاليد غريبة وغير متوقعة، تختلف باختلاف الزمان والمكان.

من العزلة التامة إلى الحروب الصليبية، ومن الحلاقة الخاصة إلى حماية الكنوز المقدسة، اتبع الرهبان المسيحيون قواعد قد تبدو غريبة للعالم الحديث، لكنها كانت جزءاً من مساعيهم الروحية والدينية.. فإلى أغرب عادات الرهبان المسيحيين عبر التاريخ:

1- العيش في غرفة مغلقة

في القرون الأولى للمسيحية، كان النسّاك (الرهبان المنعزلون) جزءاً أساسياً من الحياة الروحية، خاصة في شرق البحر المتوسط.

بعض هؤلاء النسّاك، المعروفين باسم “الأنكوريت” (Anchorites)، اختاروا العيش في غرف صغيرة ملحقة بالكنائس، حيث كانوا يُحاطون بالجدران ولا يغادرونها أبداً.

كانت هذه الغرف تحتوي على فتحة صغيرة تسمى “نافذة الروح” (Hagioscope)، يتم من خلالها تزويدهم بالطعام وإخراج النفايات.

هذه الممارسة، التي انتشرت في أوروبا الغربية خلال القرنين الـ11 والـ12، كانت تعبيراً عن التكريس الكامل للصلاة والتأمل.

وعلى الرغم من أنهم كانوا يُعتبرون رموزاً للتقوى، إلا أن بعض الروايات التاريخية تشير إلى حالات من التمرد أو الأمراض النفسية بين هؤلاء المنعزلين.

2- المشي حافي القدمين

من القواعد الغريبة التي اتبعها بعض الرهبان هي الامتناع عن ارتداء الأحذية، أو الاكتفاء بارتداء الصنادل.

تُعرف هذه الممارسة باسم “التقشف الحافي” (Discalced)، وارتبطت بقديسين مثل فرنسيس الأسيزي وكلارا الأسيزية في القرن الـ13، الذين دعوا إلى الفقر الشديد والارتباط بالطبيعة.

بعض الرهبان اعتبروا أن المشي حافي القدمين هو تعبير عن التواضع والتقرب من الخالق، مستوحين ذلك من قصة النبي موسى في العهد القديم، عندما أُمر بنزع حذائه عند الوقوف على أرض مقدسة.

ومع مرور الوقت، تبنّت بعض الطوائف الرهبانية هذه الممارسة، بينما تخلى عنها آخرون بسبب الظروف المناخية القاسية في أوروبا.

3- بين الصلاة والحرب

لم تكن حياة الرهبان مقتصرة على الصلاة والعزلة فقط، بعض الطوائف الرهبانية، مثل “فرسان مالطا”، لعبت أدواراً عسكرية وسياسية.

تأسست هذه الطائفة في القرن الـ11 كمجموعة رهبانية تقدم الرعاية الطبية للحجاج المسيحيين في القدس، لكنها تحولت لاحقاً إلى قوة عسكرية شاركت في الحروب الصليبية.

بعد سقوط مملكة القدس، انتقل الفرسان إلى قبرص ثم رودس، وأخيراً إلى مالطا، حيث حكموا الجزيرة لقرون.

اليوم، لا يزال “فرسان مالطا” يتمتعون بعلاقات دبلوماسية مع 114 دولة، ويقومون بأعمال إنسانية وحماية للمرضى والجرحى.

4- حلاقة الشعر

كانت حلاقة الشعر، أو ما يُعرف بـ”التونسور” (Tonsure)، علامة مميزة للرهبان الذكور.

تختلف أشكال هذه الحلاقة باختلاف الطوائف، لكنها كانت تهدف إلى إظهار التواضع والانفصال عن العالم المادي.

بعض الرهبان كانوا يحلقون الجزء العلوي من رؤوسهم، بينما كان آخرون يحلقون رؤوسهم بالكامل.

في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، تم التخلي عن هذه الممارسة في عام 1972، لكنها لا تزال موجودة في بعض الكنائس الشرقية.

5- نذر الصمت

على الرغم من أن “نذر الصمت” ليس قاعدة صارمة في جميع الطوائف الرهبانية، إلا أن العديد من الرهبان يقدّسون الصمت كوسيلة للتركيز على الصلاة والتأمل.

الرهبان الترابيست (Trappists)، على سبيل المثال، يتبعون “قاعدة القديس بنديكت”، التي تشجع على الصمت كجزء من الحياة الرهبانية.

في العصور الوسطى، طور الرهبان نظاماً من الإشارات اليدوية للتواصل في صمت، مما يظهر مدى أهمية الصمت في حياتهم اليومية.

6- حماية الكنوز المقدسة

في إثيوبيا، يعتقد الرهبان أنهم يحرسون “تابوت العهد”، الذي يُعتقد أنه يحتوي على لوحي الوصايا العشر.

وفقاً للأسطورة، تم نقل التابوت إلى إثيوبيا من قبل الملك منليك، ابن الملك سليمان وملكة سبأ.

اليوم، يُقال إن التابوت محفوظ في كنيسة السيدة مريم في أكسوم، ويقوم كاهن واحد بحراسته، ولا يُسمح لأحد برؤيته.

7- رفض سلطة روما

بعد الإصلاح البروتستانتي، تم حل العديد من الأديرة في أوروبا، لكن بعض البروتستانت استمروا في اتباع الحياة الرهبانية.

اليوم، توجد أديرة أنجليكانية ولوثرية في الولايات المتحدة، تتبع قواعد رهبانية قديمة دون الخضوع لسلطة البابا في روما.

8- نسخ النصوص

قبل ظهور الحروف المتحركة والمطبعة في أوروبا في القرن الخامس عشر، كانت إحدى الوظائف الشائعة للراهب هي العمل كناسخ، ينسخ النصوص يدويًا في غرفة تسمى سكربتوريوم.

لم تساعد عملية نسخ المخطوطات في نشر النصوص المسيحية والحفاظ عليها فحسب، بل كانت أيضًا عملًا صعبًا، فقد يكون الرهبان على دراية باللغة التي ينسخونها أو لا يعرفونها وكان عليهم النسخ “بالعين”، ونسخ الأشكال دون أن يتمكنوا من قراءتها، لذلك قد تستغرق مخطوطة واحدة أسابيع من العمل، وقد يتم إعفاء الكتبة المهرة بشكل خاص من بعض الصلوات حتى يتمكنوا من الاستمرار في العمل.

9- تجنب النساء

إن العزوبة من المبادئ الأساسية للحياة الرهبانية، وهي تتطلب تضحيات حقيقية، وتساعد على فصل الرهبان عن الروابط مع العالم الخارجي التي من المؤكد أن الجنس والزواج والأسرة يمثلانها.

ويأخذ بعض الرهبان وعدهم بالعزوبة على محمل الجد إلى الحد الذي يجعلهم يتجنبون النساء إلى أقصى الحدود، على الأقل من منظور شخص خارجي. 

إن دير جبل آثوس، الذي يحتل شبه جزيرة يونانية، هو موطن لعدد من البيوت الدينية الأرثوذكسية الشرقية، فقد تم حظر وجود امرأة فيه لأكثر من ألف عام، فلا يُسمح لأي امرأة بالتواجد على مسافة 500 متر من الساحل، وحتى الحيوانات الأليفة الإناث ممنوعة، باستثناء القطط.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *