تُعد كوريا الشمالية واحدة من أكثر الدول سرية وغموضًا في العالم، تحت حكم عائلة كيم منذ نهاية الحرب الكورية في الخمسينيات.
الحياة داخل هذا النظام تُدار بقواعد صارمة وممارسات غريبة تصل أحيانًا إلى حدود الخيال.
إليكم أبرز المحظورات التي قد تعرض حياتك للخطر داخل حدود كوريا الشمالية.
1- الخروج عن البرنامج المحدد
إذا كنت تفكر في زيارة كوريا الشمالية، استعد لالتزام صارم بالبرنامج السياحي المقرر من قبل الحكومة.
بمجرد وصولك، يصبح كل تحركك خاضعًا للمراقبة، حيث تُرافقك مرشدين محليين مهمتهما التأكد من اتباعك للإرشادات بدقة.
الخروج عن المسار المحدد أو زيارة أماكن غير معتمدة قد يؤدي إلى احتجازك أو فرض عقوبات قاسية.
في إحدى الحالات، احتُجز سياح لمجرد حيازتهم كتب غير مصرح بها أو لأنهم لم يصرحوا عنها عند الدخول، لذا، إذا زرت البلاد، كن مستعدًا للامتثال التام حتى لأصغر التعليمات.
2- عدم احترام عائلة كيم
تحظى عائلة كيم، الحاكمة لكوريا الشمالية، بهالة من التقديس تصل إلى درجة العبادة، لذلك أي تصرف يُفسر على أنه تقليل من احترامهم يمكن أن يؤدي إلى عقوبات قاسية تصل إلى الإعدام.
على سبيل المثال، يُمنع تمزيق أو طي أي صورة تحتوي على صور كيم إيل سونغ أو كيم جونغ إيل، لأن ذلك يُعتبر انتهاكًا كبيرًا.
في عام 2016، أُعدم نائب رئيس الوزراء كيم يونغ جين بتهمة الجلوس بشكل غير لائق خلال اجتماع مع كيم جونغ إيل.
3- التبشير أو الترويج لأي ديانة
رغم أن دستور كوريا الشمالية ينص على حرية الأديان، إلا أن هذا الحق يأتي مع شرط صارم يمنع استخدام الدين كوسيلة “لإضرار الدولة”.
التبشير يُعد من أخطر الأفعال التي قد تؤدي إلى اعتقالك، حيث يُسمح للسياح بحمل نسخة من الكتاب المقدس لأغراض شخصية فقط، ولكن مشاركتها مع المواطنين المحليين يعرضك للخطر.
في إحدى الحوادث الشهيرة، اختُطف جانغ مون سيوك من الصين بسبب تقديمه تعليمات دينية للاجئين الكوريين، وحُكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا.
4- إجراء مكالمات دولية غير مصرح بها
بينما يُسمح بامتلاك الهواتف المحمولة، فإن إجراء مكالمات دولية دون إذن يُعتبر جريمة خطيرة.
يتم مراقبة الاتصالات بشكل صارم لمنع تسريب المعلومات أو تواصل المواطنين مع أقاربهم الهاربين إلى الخارج.
في حادثة عام 2023، اعتُقلت امرأة لأنها اتصلت بابنها في كوريا الجنوبية، مما أدى أيضًا إلى معاقبة أفراد عائلتها الذين لم يشاركوا في المكالمة.
5- الفرح خلال فترات الحداد السنوية
تُفرض فترات حداد رسمية كل عام لإحياء ذكرى وفاة كيم إيل سونغ وكيم جونغ إيل، وخلال هذه الفترات، يُحظر تمامًا التعبير عن السعادة أو الاحتفال بأي مناسبة شخصية، مثل أعياد الميلاد.
في حالة وفاة شخص عزيز خلال تلك الفترات، لا يُسمح بإقامة جنازة أو دفن الجثمان إلا بعد انتهاء فترة الحداد.
6- مشاهدة أفلام أو برامج محظورة
تُفرض رقابة صارمة على المحتوى الإعلامي في كوريا الشمالية، فمشاهدة أي محتوى أجنبي، خاصة من كوريا الجنوبية، يُعد جريمة خطيرة.
في عام 2021، أُعدم شخص لتهريبه مسلسل “لعبة الحبار” إلى البلاد، وحُكم على سبعة طلاب شاهدوا المسلسل بالسجن أو الأشغال الشاقة.
الأمر لا يقتصر على المحتوى الأجنبي، فقد يتم حظر الأفلام المحلية أيضًا، ففيلم “72 ساعة”، الذي أُنتج عام 2024 وكان من أنجح الأفلام المحلية، مُنع بعد أشهر قليلة من عرضه، وتعرض من شاهده لعقوبات قاسية.
7- استخدام اللهجات الكورية الجنوبية
بعد إقرار قانون حماية اللغة في عام 2023، أصبح استخدام أي مصطلحات من كوريا الجنوبية، سواء في الحديث أو الرسائل النصية، جريمة قد تؤدي إلى السجن أو الأشغال الشاقة.
رغم ذلك، أثار كيم جونغ أون الدهشة عندما استخدم مصطلحات جنوبية في خطاب ألقاه عام 2024، مما يُظهر التناقضات في سياسات النظام.
8- الاستمتاع بالكاريوكي
في عام 2024، حُظر الكاريوكي بشكل مفاجئ، حيث اعتُبر هذا النشاط جزءًا من “الثقافة الرأسمالية” ويُشكل خطرًا على الروح الوطنية.
أُجبرت المطاعم على التخلص من أجهزة الكاريوكي، وتعرض أصحابها لعقوبات تشمل الحرمان من العمل في مجال المطاعم مرة أخرى.
9- الاستماع إلى موسيقى محظورة
رغم حب الكوريين الشماليين للموسيقى، إلا أن الاستماع إلى أي نوع من الموسيقى الأجنبية يُعتبر جريمة، وحتى الأغاني المحلية التي لا تتماشى مع الدعاية الرسمية قد تُحظر.
في عام 2024، أُجبر المواطنون على سماع أغنية دعائية تُسمى “الأب الودود”، حتى أنها أصبحت مكروهة بين السكان بسبب التكرار.