25 دولة إفريقية تقتل فتياتها.. أرقام صادمة تثير الجدل عالميًا

#image_title

ماذا حدث؟

كشفت دراسة حديثة عن أرقام صادمة حول مدى خطورة ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (FGM/C) في 25 دولة إفريقية، حيث أكدت أن هذه العادة المتجذرة ثقافيًا ليست مجرد انتهاك لحقوق الإنسان، بل تعدّ أحد الأسباب الرئيسية لوفيات الفتيات والنساء الشابات.

الدراسة التي اعتمدت على بيانات من 15 دولة إفريقية، وجدت أن هذه الممارسة تتسبب في وفاة نحو 44,000 فتاة سنويًا، أي ما يعادل وفاة فتاة كل 12 دقيقة بسبب النزيف الحاد، أو العدوى، أو الصدمة الجسدية، أو مضاعفات الولادة.

وتشير الأرقام إلى انتشار هذه الممارسة بشكل هائل في دول مثل غينيا (97%)، سيراليون (90%)، مالي (83%)، ومصر (87%)، مما يدل على أن المشكلة ليست محصورة فقط في إفريقيا جنوب الصحراء، بل تمتد إلى شمال إفريقيا وبعض المناطق في الشرق الأوسط وآسيا.

لماذا هذا مهم؟

تكشف هذه الدراسة عن أن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية أصبح قاتلًا أكثر من أمراض مثل الإيدز، والحصبة، والتهاب السحايا في بعض الدول الإفريقية، وهو ما يضع هذه الظاهرة في مقدمة الأزمات الصحية والإنسانية التي تواجهها القارة.

على الرغم من الجهود الدولية لتجريم هذه الممارسة، لا تزال تُجرى سرًا في أماكن غير طبية، غالبًا بدون تخدير أو تعقيم، مما يزيد من مخاطر العدوى والنزيف المميت.

كما تُظهر الدراسة أن ارتفاع معدل انتشار هذه العادة في مرحلة عمرية معينة يؤدي إلى زيادة واضحة في معدلات الوفيات ضمن نفس الفئة العمرية، فمثلًا، في نيجيريا، 93% من عمليات الختان تجرى لفتيات دون سن الخامسة، في حين أن معظم الضحايا في سيراليون تتراوح أعمارهن بين 10 و14 عامًا.

إلى جانب المخاطر الصحية، هناك تبعات نفسية واجتماعية قاسية، فالفتيات اللاتي يخضعن لهذه الممارسة يعانين من اضطرابات نفسية، وعزلة اجتماعية، واضطرابات في العلاقات الزوجية، مما يؤثر على استقرار المجتمعات بأكملها.

ومع ذلك، فإن الضغط المجتمعي والتقاليد المتوارثة تجعل من الصعب التخلي عن هذه العادة، حتى في الدول التي تجرمها قانونيًا.

ماذا بعد؟

تُعتبر هذه الأرقام بمثابة ناقوس خطر عالمي يستوجب تحركًا عاجلًا، فعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية، إلا أن الوتيرة الحالية للتغيير بطيئة للغاية.

القوانين وحدها لا تكفي، إذ لا تزال خمس دول من بين الـ28 التي تنتشر فيها هذه الممارسة لا تجرّمها قانونيًا، مما يسمح باستمرارها دون محاسبة.

الحلول يجب أن تكون شاملة ومتعددة الأبعاد، وتشمل التوعية المجتمعية، ودعم المنظمات المحلية، وتعزيز التعليم، حيث أظهرت دراسات أن حملات التوعية، مثل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في مصر والأفلام التثقيفية، قد ساهمت في تقليل معدلات الختان.

كما أن جائحة كورونا زادت من تعقيد الوضع، حيث أدت إلى تعطيل الجهود الصحية والوقائية، ما تسبب في إضافة 2 مليون حالة جديدة من الختان كان يمكن تفاديها، وفق تقديرات الأمم المتحدة، مما يعني 4,000 وفاة إضافية سنويًا في الدول التي شملتها الدراسة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *