1.3 مليار دولار وأكثر من 300 مليون متسخدم.. كيف جذب OnlyFans صناع المحتوى؟

#image_title #separator_sa #site_title

في عالم يشهد تطورات تقنية متسارعة، برزت منصة “OnlyFans” كمزيج فريد من الاقتصاد الإبداعي والعمل الجنسي، حيث حققت إيرادات بلغت 1.3 مليار دولار وجذبت أكثر من 300 مليون مستخدم حول العالم.

مع توسعها إلى مجالات مثل الكوميديا والموسيقى وسباقات السيارات، لا تزال المنصة تحمل هالة من الغموض تُغلف عملياتها الداخلية، ما يثير التساؤلات حول الكيفية التي نجحت بها في تحقيق هذا النمو الهائل.

البداية المتواضعة والتوجه الجديد

تأسست “OnlyFans” عام 2016 على يد رجل الأعمال البريطاني تيم ستوكلي وعائلته، حيث كانت رؤيتهم الأولية هي إنشاء منصة تتيح للمبدعين تحقيق أرباح من خلال محتواهم، بعيدًا عن عالم المواد الإباحية.

لكن المنصة لم تلقَ الرواج المطلوب، مما دفع المؤسسين إلى إعادة النظر في استراتيجيتهم، وبحلول نهاية عام 2017، تم رفع الحظر عن المحتوى الصريح، لتتحول المنصة بسرعة إلى وجهة رئيسية للعاملين في مجال الترفيه للكبار.

بين الابتكار والجدل

استحوذ رجل الأعمال الأوكراني الأمريكي ليونيد رادفينسكي على المنصة في 2018، ليقودها نحو مستويات غير مسبوقة من النجاح.

رادفينسكي، المعروف بخبرته في صناعة الإباحية الرقمية، دفع “OnlyFans” إلى صدارة المشهد عبر استراتيجياته التي مزجت بين التكنولوجيا والابتكار.

ولكن، على الرغم من تحقيق المنصة أرباحًا طائلة، إلا أنها واجهت اتهامات متكررة تتعلق بالاستغلال، والمواد غير القانونية، وحتى الإساءات المرتبطة بالأطفال.

قيادة جديدة وصورة أخلاقية

في عام 2023، تولت المحامية الإيرلندية كيلي بلير منصب الرئيس التنفيذي للمنصة، لتصبح الوجه العام الذي يدافع عن “OnlyFans” كمنصة “أخلاقية” تتيح للنساء الاستقلال المالي.

بلير، التي تصف نفسها بـ”المهووسة بالأمان”، تحاول تحسين صورة المنصة عبر الترويج لسياسات صارمة تتعلق بمراجعة المحتوى والعمل مع جهات إنفاذ القانون.

لكن، كما يقول النقاد، فإن الطبيعة المربحة للمحتوى الإباحي تظل القوة المحركة الرئيسية وراء نجاح المنصة.

منصات محتوى أم فضاء للاستغلال؟

رغم وعود “OnlyFans” بأنها تسعى لأن تكون “أكثر منصات التواصل الاجتماعي أمانًا”، كشفت تحقيقات متعددة عن وجود مشاكل خطيرة، بما في ذلك الاتجار بالبشر واستغلال الأطفال.

ومع اعتماد المنصة على جدار مدفوع للاشتراك يمنع التحقق المستقل من محتواها، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى التزامها بمعايير الأمان والأخلاقيات.

النجاح في ظل العزلة

خلف الواجهة العامة، تدير “OnlyFans” عملياتها بفرق صغيرة نسبيًا، وتتخذ من لندن مقرًا لها، مع جزء كبير من أنشطتها المتعلقة بمراجعة المحتوى في أوكران.

وعلى الرغم من انتشارها العالمي، لا تزال الشركة تُحيط عملياتها بغموض شديد، إذ يُعرف القليل عن مالكها ليونيد رادفينسكي الذي يفضل البقاء بعيدًا عن الأضواء.

التأثير الثقافي والاقتصادي

على الرغم من الانتقادات، لا يمكن إنكار التأثير الثقافي والاقتصادي لـ”OnlyFans”. فقد أتاحت المنصة للمبدعين فرصة لتحويل متابعيهم إلى مصدر دخل مباشر، مما جعلها جزءًا من التحول الكبير نحو الاقتصاد القائم على الابتكار الفردي.

لكن، في الوقت نفسه، ساهمت في إعادة تعريف الحدود بين العمل الجنسي والترفيه الرقمي، ما أثار نقاشات واسعة حول القيم والأخلاقيات في العالم الرقمي الحديث.

ومع استمرار نمو “OnlyFans”، تبقى الأسئلة حول مستقبلها مفتوحة: هل ستنجح في الحفاظ على مكانتها كقوة رائدة في الاقتصاد الرقمي، أم أن التحديات القانونية والاجتماعية ستُعرقل مسيرتها؟.

بغض النظر عن الإجابة، يظل تأثيرها على كيفية تعامل العالم مع المحتوى الرقمي والعمل الجنسي موضوعًا يستحق المزيد من البحث والتحليل.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *