وفاة إمام الإسماعيلية.. ماذا كان دور الآغا خان؟ وماذا نعرف عن الطائفة؟

#image_title

كتب- محمد النجار:

توفي الأمير كريم الآغا خان الرابع، الإمام التاسع والأربعون للطائفة الإسماعيلية الشيعية، عن عمر يناهز 88 عامًا في البرتغال، وفقًا لما أعلنته شبكة الآغا خان للتنمية والمجتمع الإسماعيلي.

الآغا خان، الذي تولى منصب الإمام الروحي للملايين من الإسماعيليين في سن العشرين، كان شخصية بارزة في العالمين الروحي والدنيوي، حيث جمع بين القيادة الدينية والعمل الخيري الواسع النطاق.

من هو الآغا خان؟

وُلد الأمير كريم الحسيني في 13 ديسمبر 1936 في جنيف، سويسرا، وترعرع في كينيا قبل أن يعود إلى سويسرا للدراسة. بعد وفاة جده، السير سلطان محمد شاه الآغا خان الثالث، في عام 1957، تم اختياره ليكون الإمام التاسع والأربعون للطائفة الإسماعيلية، متجاوزًا والده الأمير علي خان، الذي كان معروفًا بحياته الاجتماعية الصاخبة.

إمام روحي

يعتبر الإسماعيليون الآغا خان سليلًا مباشرًا لرسول الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم عبر ابن عمه وصهره الإمام علي بن أبي طالب وزوجته السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهما.

كإمام، كان دوره يتمثل في تقديم التوجيه الروحي لأتباعه الذين ينتشرون في آسيا الوسطى والشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية.

العمل الخيري والتنموي

أسس الآغا خان شبكة الآغا خان للتنمية، وهي مجموعة من الوكالات الدولية التي تعمل في مجالات الصحة والإسكان والتعليم والتنمية الاقتصادية الريفية.

تعمل الشبكة في أكثر من 30 دولة ولديها ميزانية سنوية تبلغ حوالي مليار دولار، كما أسس مستشفيات ومدارس في مناطق فقيرة مثل بنغلاديش وطاجيكستان وأفغانستان.

كان الآغا خان معروفًا بثروته الضخمة، التي تقدر بمليارات الدولارات، والتي جاءت من الميراث العائلي واستثماراته في السياحة والعقارات، كما كان من أشهر مالكي الخيول في العالم، حيث فازت خيوله بسباقات مرموقة مثل “شيرغار” و”سي ذي ستارز”.

الإسماعيلية

الإسماعيليون هم فرع من الشيعية، ويعتقدون أن الإمامة تنتقل عبر سلالة معينة من نسل النبي، لكنهم يختلفون مع الشيعة الإمامية أو الإثنى عشرية، حيث يرون أن الإمامة انتقلت من الإمام جعفر الصادق إلى ولده الذي توفى في حياته: إسماعيل، ثم من إسماعيل لولده محمد، عكس الإنثى عشرية الذين يرون أنها انتقلت من الإمام جعفر الصادق إلى الإمام موسى الكاظم.

 يعيش أتباع هذه الطائفة في مجتمعات منتشرة حول العالم، ويعتبرون دفع الزكاة للإمام واجبًا دينيًا، حيث يدفع بعضهم ما يصل إلى 12.5% من دخلهم لدعم المشاريع الخيرية والتنموية.

الإسماعيلية يتفقون مع عموم المسلمين في وحدانية الله ونبوة رسول الله ونزول القرآن المُوحى، وإن كانوا يختلفون معهم في أن القرآن يحمل تأويلا باطنا غير تأويله الظاهر، لذلك نعتهم مناوؤوهم من السنة وكذلك بعض من الشيعة الاثنا عشرية بالباطنية.

وبالرغم من وجود أفرع للمذهب الإسماعيلي فإنه في الاستخدام المعتاد اليوم تدل تسمية الإسماعيلية على النزارية، حيث انقسمت الطائفة إلى نزارية ومستعلية عقب موت الإمام الثامن عشر المستنصر بالله سنة 487ھ.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *