تشير دراسة جديدة نُشرت بمجلة Nature Communications إلى أن الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا قد يكون قادرًا على تحمل ارتفاع منسوب مياه البحر الناتج عن تغير المناخ، لكن فقط إذا خُففت الضغوط البيئية الأخرى مثل التلوث والتسخين.
من خلال تحليل حفريات مرجانية تعود إلى 13,000-10,000 سنة مضت، يكشف البحث عن كيفية استجابة “الحاجز المرجاني البدائي” لارتفاع سريع في مستوى البحر خلال حدث يُعرف بـ”نبضة ذوبان المياه 1B” قبل حوالي 11,500 سنة.
خلال هذه الفترة، ارتفع مستوى البحر بمعدل 23-30 ملم سنويًا، أي حوالي 7.7-10.2 متر على مدى 350 عامًا، وهو أقل من التقديرات السابقة (14 مترًا في 350 عامًا من بربادوس) لكنه لا يزال أسرع من المعدل الحالي (حوالي 3.7 ملم سنويًا).
ومع ذلك، نجح الحاجز المرجاني في النمو بمعدل 4-6 ملم سنويًا، محافظًا على بيئته الضحلة (أقل من 10 أمتار عمقًا)، مما يظهر مرونة ملحوظة.
هذا يشير إلى أن الشعاب المرجانية يمكن أن تتكيف مع ارتفاع مستوى البحر حتى 1.6 متر بحلول 2100، كما تتوقع بعض الدراسات، إذا كانت الظروف البيئية مواتية.
تحديات أمام لحاجز المرجاني
يواجه الحاجز المرجاني تحديات غير مسبوقة، فبالإضافة إلى ارتفاع مستوى البحر، يعاني من الاحترار العالمي، تحمض المحيطات، والتلوث بالرواسب والمغذيات، مما يُضعف قدرته على النمو والتكيف.
وأعربت لجنة التراث العالمي لليونسكو عن “قلق بالغ” بشأن حالة الحاجز المرجاني بسبب هذه الضغوط.
في النهاية، غرق الحاجز البدائي قبل 10,000 سنة، على الأرجح بسبب زيادة الرواسب، وانتقل النظام المرجاني الضحل إلى البر ليشكل الحاجز الحديث، تاركًا مجتمعات مرجانية أعمق.
تُظهر الدراسة أن الشعاب المرجانية ليست محكومة بالفناء بسبب ارتفاع مستوى البحر وحده، لكن مرونتها محدودة.
لتجنب تدمير الحاجز المرجاني العظيم، يجب خفض انبعاثات الكربون بشكل عاجل، والحد من التلوث المحلي مثل جريان الرواسب والمغذيات، فبدون هذه الإجراءات، قد لا يتمكن الحاجز من تحمل الضغوط المركبة، مما يهدد أحد أعظم النظم البيئية في العالم.