منها القطط والقرود.. حيوانات تم تقديسها عبر التاريخ

قط فرعوني

منذ أن خطّ الإنسان أولى رسوماته على جدران الكهوف، كانت الحيوانات جزءًا لا يتجزأ من الروحانيات والمعتقدات البشرية.

في عصور ما قبل التاريخ، اعتقد البشر أن الحيوانات والأشجار والرياح والمياه تحمل أرواحًا خفية، هذا المعتقد شكّل أساسًا للعديد من الأساطير والثقافات.

لكن ما الذي يجعل بعض الحيوانات ترتقي إلى مصاف القداسة؟ دعونا نستكشف قصصًا مدهشة حول هذه الكائنات التي اعتُبرت رموزًا مقدسة على مر العصور.

القطط حماة المنازل وأصدقاء الأرواح

تُعد القطط من أشهر الحيوانات التي ارتبطت بظاهرة التقديس، ففي مصر القديمة، لم تكن القطط مجرد حيوانات أليفة؛ بل كانت تُعبد باعتبارها تجسيدًا للإلهة “سخمت”، الإلهة المحاربة التي ظهرت في هيئة لبؤة.

كانت القطط تحمي المنازل من الأفاعي والقوارض، مما أكسبها مكانة خاصة، بل وصل الأمر إلى تحنيط القطط مع الموتى، إذ اعتقد المصريون أن الروح قد تسكن جسد القطة في الحياة الأخرى.

القرود بين الحكمة والفكاهة

تحتل القرود مكانة بارزة في الميثولوجيا الآسيوية، وخاصة في الهندوسية والبوذية، حيث يُعتبر “هانومان”، إله القردة في الهندوسية، رمزًا للقوة والولاء.

أما في الأدب الصيني، فقد قدمت رواية “رحلة إلى الغرب” شخصية “ملك القرود”، وهو بطل خارق يتمتع بقدرات سحرية.

لكن في الثقافات الغربية، كانت النظرة إلى القرود سلبية في بعض الأحيان، حيث ربطت الكنيسة المسيحية شكلها البشري بالشيطانية.

ومع ذلك، حافظت بعض القبائل الأصلية في الأمازون على علاقة روحية مع القرود، معتبرةً إياها جزءًا من العائلة، حتى لو كانت تُصطاد أحيانًا كجزء من دورة الحياة.

الأفيال رموز الحكمة والقوة

الأفيال تُعتبر كائنات مقدسة في الديانات الشرقية، ففي الهندوسية، يُمثل الإله “غانشا”، ذو رأس الفيل، الحكمة والإبداع، ويُقام له مهرجان سنوي يُعرف بـ”غانش تشاتورثي”، حيث تُقدم التماثيل والقرابين تكريمًا له.

أما في البوذية، تُعد الأفيال البيضاء رمزًا للنقاء والقداسة، وخاصةً في تايلاند، حيث ارتبطت بالملكية والحروب.

الكلاب حُماة الأرواح وأصدقاء الشفاء

لطالما ارتبطت الكلاب بالشفاء والموت في آنٍ واحد، ففي اليونان القديمة، كان الكلب رفيق إله الطب “أسكليبيوس”، الذي يُعتقد أنه استوحى تقنيات العلاج من سلوك الكلاب في لعق جروحها.

أما في مصر القديمة، فقد ارتبطت الكلاب بالإله “أنوبيس”، الذي كان يرشد الأرواح إلى العالم الآخر ويحمي القبور.

الثعابين بين الشر والتجدد

الثعابين، تلك الكائنات التي تثير رهبة البشر، حملت معاني متناقضة عبر العصور.

في ثقافة الإغريق، كانت الثعابين رموزًا للأرض والحماية، واعتُبرت أحفادًا للإلهة “غايا”، أم الأرض، بينما جسدت الثعابين في الميثولوجيا الأزتيكية فكرة الموت والبعث من خلال الإله “كيتزالكواتل”.

أما في الثقافات المسيحية، فقد ارتبطت الثعابين بالشر والخطيئة، وهو ما جعلها عنصرًا محوريًا في العديد من القصص الدينية.

الأبقار عطاء لا ينضب

تُعتبر الأبقار رمزًا للوفرة والتقديس في الهندوسية، حيث كانت تُعامل باحترام كبير في الهند منذ آلاف السنين، إذ تُمنح حماية كاملة وتُعتبر ذبحها جريمة.

لكن قداسة الأبقار ليست مقتصرة على الهند؛ ففي مصر القديمة، كان الثور “أبيس” أحد أكثر الرموز الدينية احترامًا.

النمور ملوك الغابات وحماة القرى

في الهندوسية، يُمثل النمر الإله “باغهاديف”، وهو رمز للقوة والشجاعة.

حتى في مناطق سُندربانز، حيث يهاجم النمور البشر أحيانًا، تُحترم هذه الحيوانات كجزء من الطبيعة الإلهية.

النسور رسل السماء

النسور، بأجنحتها الشامخة، كانت دائمًا رمزًا للقوة الإلهية.

في ثقافات السكان الأصليين لأمريكا الشمالية، كانت الريشة النسرية تُعتبر هدية من الروح العظمى، بينما في الميثولوجيا اليونانية، كان النسر رمزًا للإله “زيوس”، إذ كان يُرسل كرسول بين السماء والأرض.

الغربان حراس الحكمة

الغربان، تلك الطيور ذات الريش الأسود الداكن، كانت محورًا لقصص كثيرة.

في الأساطير الإسكندنافية، كان الإله “أودين” يمتلك غرابين يساعدانه على رؤية الماضي والمستقبل، بينما في اليابان، يُمثل الغراب رمزًا للعائلة والمحبة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *