ماذا حدث؟
في مشهد طريف من الموسم الثالث من المسلسل الشهير The White Lotus، تظهر ثلاث نساء في زيارة لتايلاند وقد فُوجئن بحشود من السكان المحليين يرتدون أزياء زاهية ويحملون “أسلحة مائية” في الشوارع، ما دفع إحداهن للسؤال بذهول: “لماذا يحمل الجميع هذه البنادق؟”
يتبين أنهن وقعن في قلب احتفالات سونغكران، المهرجان التقليدي للعام التايلاندي الجديد، الذي يُحتفل به كل عام من 13 إلى 15 أبريل، ويتحول خلاله البلد إلى ساحة معركة مائية ضخمة.
أمام كاميرات المسلسل، حاولت النسوة تفادي الرش بالماء من قبل الأطفال، متذرعات بأنهن “ذاهبات للخروج الليلة”، إلا أن هذه المحاولات زادت الأمور سوءاً، فكما يعلم أي تايلاندي أو سائح قديم، فإن الاعتراض في سونغكران قد يسرّع وتيرة المعركة.
لماذا هذا مهم؟
سونغكران ليس مجرد مهرجان ماء، بل حدث ثقافي وروحي عميق أدرجته اليونسكو عام 2023 ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية.
اسم “سونغكران” مستمد من اللغة السنسكريتية، ويشير إلى دخول الشمس إلى برج الحمل، إيذاناً ببدء العام التايلاندي الجديد،
يتضمن المهرجان طقوساً روحانية مثل “سونغ نام فرا”، حيث يُسكب الماء المعطر على تماثيل بوذا في المعابد، و”روت نام دام هوا”، حيث يسكب الشباب الماء على أيدي كبار السن طلباً للبركة، كما تنظم عروض رقص ومواكب تراثية ومنافسات ومسابقات.
وتتخلل المهرجان أطباق موسمية خاصة مثل كهاو تشيه (أرز مغمور في ماء بارد مع أطباق جانبية) والمانجو بالأرز اللزج، وهي من أشهر الحلويات التايلاندية، حيث يُغمر الأرز المطهو بالحليب بجوز الهند ويقدم مع شرائح المانجو الناضجة.
ماذا بعد؟
مع تحوّل سونغكران إلى حدث سياحي عالمي، تستعد تايلاند لاستقبال ملايين الزوّار من الداخل والخارج، خصوصًا في مدن مثل بانكوك وتشيانغ ماي التي تحتضن أعنف المعارك المائية وأكثرها تنظيمًا.
وتستعد البلاد لمهرجان عالمي بعنوان “ماها سونغكران”، ستنظم خلاله فعاليات ضخمة في مختلف المقاطعات، من بينها عروض مسرحية، وسباقات، وحفلات موسيقية.
ومع كل هذا المرح، تنبّه السلطات إلى أهمية اتباع تعليمات السلامة، خاصة مع ارتفاع معدل الحوادث المرورية في هذا الموسم، وتنصح الزوّار باستخدام الحقائب المقاومة للماء، وتجنّب المشروبات الكحولية، وارتداء نظارات واقية لحماية العيون.