ماذا حدث؟
في مصر عام 2025، برز تيك توك كمنصة شعبية تضم حوالي 33 مليون مستخدم فوق سن 18، لكنه أصبح مسرحًا للتوترات الاجتماعية والسياسية.
كشفت المنصة عن انقسام طبقي حاد بين “إيجبت”، النخبة الغنية التي تعيش حياة مترفة، و”مصر”، الأغلبية الفقيرة التي تشكل 30% تحت خط الفقر.
يتيح تيك توك تفاعلًا غير مسبوق بين هاتين المجموعتين، حيث ينشر الأثرياء محتوى يعكس حياتهم الفاخرة، بينما يعبر الفقراء عن تحدياتهم اليومية عبر فيديوهات غنائية أو وقائع حياتية.
من جانب آخر، تراقب السلطات المصرية المنصة عن كثب، واعتقلت مستخدمين بتهم مثل “انتهاك القيم العائلية” و”نشر أخبار كاذبة”، فمنذ عام 2020، استهدفت الضبطيات بشكل خاص النساء اللاتي خرجن عن المألوف مثل حنين حسام أو تناولن مواضيع حساسة مثل ارتفاع أسعار الغذاء.
لماذا هذا مهم؟
يكشف تيك توك عن الفجوة الاجتماعية في مصر، حيث يبرز التفاعل بين الأغنياء والفقراء التحديات الاقتصادية، خاصة مع التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة.
تعليقات المستخدمين، مثل انتقاد بدل الرواتب الشهرية لبعض الفقراء، تسلط الضوء على هذا التباين.
تُعد المنصة فضاءً افتراضيًا نادرًا يجمع بين طبقات اجتماعية منفصلة، مما يخلق نقاشات ثقافية وسياسية جديدة، رغم القيود الحكومية.
هذه الديناميكية تجعل تيك توك أداة محتملة للتعبير عن الإحباطات الاجتماعية، لكن بسبب الرقابة الحكومية فهذا يحد من إمكاناتها السياسية مقارنة بدور فيسبوك في ثورة 2011.
ماذا بعد؟
قد يستمر تيك توك في تعزيز الوعي بالفجوة الطبقية في مصر، لكنه يواجه تحديات بسبب الرقابة الحكومية.
من المحتمل أن تتجنب السلطات حظر المنصة بالكامل، كما فعلت دول أخرى، مفضلةً استخدامها للترويج لمبادرات رسمية مثل مركز مبدعي تيك توك الذي أطلقته وزارة الشباب.
لكن ضبط المخالفين للقيم السائدة في المجتمع قد يدفع المستخدمين إلى مزيد من الرقابة الذاتية، مما يحد من قدرة المنصة على استضافة نقاشات سياسية مفتوحة.
ومع ذلك، فإن قدرة تيك توك على خلق مشاهير مفاجئين وإثارة نقاشات حول قضايا مثل فلسطين قد تؤدي إلى نتائج سياسية غير متوقعة، خاصة إذا تفاقمت الأزمة الاقتصادية.