كتب- محمد النجار:
ماذا حدث؟
في خطوة أثارت صدمة عالمية، اتهمت منظمات حقوق الحيوان السلطات المغربية بقتل ثلاثة ملايين كلب ضال كجزء من عملية “تنظيف الشوارع” استعدادًا لاستضافة كأس العالم 2030.
وفقًا لتقارير، تم ذبح آلاف الكلاب بالفعل في مدن مغربية مختلفة، وسط مخاوف من تصاعد هذه العمليات التي توصف بالوحشية.
أرسلت عالمة الحيوان والناشطة الحقوقية الشهيرة جين جودال رسالة عاجلة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مطالبةً باتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه المذابح، واصفةً إياها بـ”عمل بربري مروع”.
وتشير التقارير إلى أن الكلاب تُقتل بطرق وحشية، منها التسميم بالستريكنين، أو إطلاق النار عليها، أو استخدام مصائد معدنية قبل نقلها إلى مراكز القتل.
لماذا هذا مهم؟
أثارت هذه الممارسات غضبًا دوليًا، خاصة مع اقتراب الحدث الرياضي العالمي الذي من المفترض أن يجمع شعوب العالم تحت شعار الوحدة والفرح.
هذه المذابح ليست مجرد قضية تتعلق بحقوق الحيوان، بل تمتد لتشكل أزمة إنسانية وأخلاقية تهدد سمعة المغرب وفيفا على حد سواء.
جين جودال، في رسالتها إلى الأمين العام للفيفا ماتياس جرافستروم، أشارت إلى أن هذه الأفعال تتعارض مع القيم الإنسانية التي يفترض أن تمثلها الرياضة، وحذرت من أن تجاهل الفيفا لهذه القضية قد يعيدها إلى دائرة الفضائح التي عملت جاهدة للخروج منها.
كما أن هذه العمليات تطرح تساؤلات حول أولويات السلطات المغربية في التحضير لكأس العالم، فبدلاً من تبني حلول إنسانية مثل برامج التعقيم والتطعيم وإيجاد ملاجئ للكلاب الضالة، تم اختيار الطريق الأكثر دموية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه المذابح قد تؤثر سلبًا على صورة المغرب كدولة مضيفة، خاصة في عيون المشجعين الذين يعتبرون حقوق الحيوان جزءًا من قيمهم.
ماذا بعد؟
مع تصاعد الضغوط الدولية، أصبح على الفيفا أن تتحرك بسرعة لإنقاذ الوضع.
جودال طالبت الفيفا بإعلان تعليق استضافة المغرب للبطولة حتى يتم وقف المذابح، مؤكدةً أن هناك بدائل إنسانية عديدة يمكن تبنيها بالتعاون مع منظمات دولية متخصصة.
كما أطلق الائتلاف الدولي لحقوق الحيوان حملة لكشف ما أسماه “السر القبيح للمغرب”، مما يزيد من حدة الأزمة الإعلامية التي تواجهها البلاد.
من جهة أخرى، فإن استمرار هذه الممارسات قد يؤدي إلى عواقب سياسية واقتصادية خطيرة، فالمغرب، التي تعتمد بشكل كبير على السياحة والاستثمارات الأجنبية، قد تواجه مقاطعة من قبل نشطاء حقوق الحيوان والمؤسسات الدولية، مما قد يؤثر على اقتصادها.
كما أن الفيفا، التي تعمل على تحسين سمعتها بعد فضائح الفساد السابقة، قد تواجه أزمة جديدة إذا تم تجاهل هذه القضية.