ماذا حدث؟
أظهرت دراسة نُشرت في مجلة “ساينس أدفانسز” في 3 أكتوبر 2025 أن إناث الثدييات تعيش في المتوسط أطول من الذكور بنسبة 12% عبر 528 نوعاً، بينما يعيش ذكور الطيور أطول بنسبة 5% عبر 648 نوعاً، وفق تحليل بيانات من حدائق الحيوان و110 أنواع برية.
ركزت الدراسة، التي أجراها باحثون من ألمانيا والدنمارك وفرنسا والمجر وبلجيكا، على فروق العمر بين الجنسين، مشيرة إلى أن الإناث في الثدييات تستفيد من كروموسومات XX التي توفر حماية جينية ضد الطفرات الضارة، على عكس الذكور (XY).
كما أن السلوك الجنسي يلعب دوراً، حيث يؤدي التنافس العنيف بين الذكور في الأنواع غير أحادية الزواج، مثل تطوير صفات جسدية كبيرة أو القتال من أجل الإناث، إلى تقليل عمرهم.
في المقابل، وجدت الدراسة أن الإناث المسؤولات عن رعاية الصغار يعشن أطول، خاصة في الأنواع متعددة الزوجات، رغم أن تكلفة الإنجاب قد تبدو مرهقة.
لماذا هذا مهم؟
توفر هذه الدراسة فهماً أعمق للعوامل البيولوجية والتطورية التي تؤثر على طول العمر بين الجنسين، مما يعزز فرضية “الجنس المغاير” التي تربط بين الكروموسومات الجنسية ومقاومة الأمراض.
النتائج تُبرز أيضاً أهمية السلوك الجنسي وأنظمة التزاوج، حيث يُضحي الذكور في الأنواع غير أحادية الزواج بطاقتهم للتنافس، مما يقلل من عمرهم.
هذا الاكتشاف له آثار على الصحة البشرية، حيث تعيش النساء عالمياً 5-7 سنوات أطول من الرجال، مما يشير إلى إمكانية تطوير تدخلات صحية مستهدفة للذكور.
كما تُسلط الدراسة الضوء على تأثير البيئة، إذ كانت الفروق أكثر وضوحاً في البرية مقارنة بحدائق الحيوان، مما يعكس تأثير الضغوط الخارجية. الدراسة تُعدّ إضافة قيمة للعلوم التطورية، حيث تُظهر كيف تؤثر الاستراتيجيات التكاثرية على البقاء.
ماذا بعد؟
من المتوقع أن تحفز هذه النتائج أبحاثاً إضافية لفهم الآليات الجزيئية وراء الفروق في العمر، مثل تأثير الهرمونات أو الكروموسومات على الشيخوخة.
قد تُسفر هذه الأبحاث عن علاجات لتحسين صحة الذكور، مثل تعزيز المناعة أو تقليل السلوكيات المحفوفة بالمخاطر.
في مجال الحفاظ على الأنواع، يمكن أن تُساعد النتائج في تصميم استراتيجيات لزيادة بقاء الذكور في الأنواع المهددة بالانقراض.
على المستوى البشري، قد تدفع الحكومات إلى تطوير برامج صحية مخصصة للرجال، مثل تعزيز الفحوصات الوقائية أو معالجة العوامل الاجتماعية مثل التدخين.
ومع ذلك، يجب أن تتجنب هذه التدخلات التعميمات الجنسية، مع التركيز على التوازن بين العوامل البيولوجية والاجتماعية لتحقيق المساواة الصحية.