في العصر الحديث، أصبح استخدام مساحيق التجميل جزءًا من روتين العديد من النساء في جميع أنحاء العالم، لكن الأمر طال بعض الرجال أيضًا
لم يعد التجميل مقتصرًا على النساء فقط، بل أصبح الرجال أيضًا يعبرون عن أنفسهم من خلال المكياج، ليس فقط لتحسين مظهرهم، بل أيضًا لتعزيز جاذبيتهم ومظهرهم الرجولي.
المكياج اليوم يُستخدم لتحسين الملامح وإخفاء العيوب، وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن مكياج الرجال يمكن أن يجعلهم يبدون أكثر جاذبية ويعزز من مظهرهم العام.
لكن هل تعلم أن هذه الظاهرة ليست جديدة؟ في الواقع، الرجال استخدموا مساحيق التجميل منذ آلاف السنين، وخاصة في مصر القديمة.
أسرار الجمال الملكي
منذ الآلاف من السنين، كان المكياج جزءًا من الحياة اليومية للرجال في مصر القديمة، وكان يُستخدم لأغراض متعددة تتراوح بين الحماية الشخصية إلى تعزيز الهيبة والمكانة الاجتماعية.
لا يقتصر الأمر على استخدام الرجال للمكياج فقط، بل كان ذلك يمثل علامة من علامات الفخامة والسلطة، لا سيما بين طبقة النبلاء والحكام.
كان الرجال في مصر القديمة يستخدمون مجموعة متنوعة من المواد الطبيعية مثل الزيوت والدهون لحماية بشرتهم من حرارة الشمس الحارقة في الصحراء.
كانت هذه المواد تُستخدم أيضًا في معالجة البشرة والحفاظ على نضارتها، ولكن الاستخدام الأبرز كان للمكياج الذي يُستخدم لتزيين الوجه، لا سيما حول العينين.
العين كانت تمثل رمزًا للقوة والقدرة الروحية، وكان استخدام الكحل الأسود أحد أبرز سمات مكياج الرجال في تلك الفترة.
مكياج ملكي
من أشهر الأمثلة على استخدام المكياج بين الرجال في مصر القديمة هو ما يمكن أن نراه في صور الفراعنة والملوك، حيث كانت عيونهم محاطة بطبقة سميكة من الكحل الأسود، حيث كانت هذه الممارسة ليست فقط تجميلية بل تحمل أيضًا دلالات دينية وروحية.
كان الكحل يُعتبر سحريًا، إذ كان يُعتقد أنه يحمي العين من الشرور ويعزز من قوة الرؤية الروحية، ولذا، كان حكام مصر القديمة يولون اهتمامًا بالغًا لمظهرهم، إذ أن المظهر الخارجي كان يعكس شخصيتهم وقوتهم السياسية.
المكياج في ثقافات أخرى
بعيدًا عن مصر القديمة، كان للمكياج دور بارز في العديد من الثقافات الأخرى، ففي الإمبراطورية الرومانية، كان الرجال يفضلون استخدام العطور ومستحضرات التجميل الخفيفة.
لم يكن المكياج الزاهي مقبولًا في المجتمع الروماني، لكن كان يُعتبر أمرًا طبيعيًا أن يعتني الرجال ببشرتهم وشعرهم، حيث كانت الوجوه المدهونة بعناية تبرهن على المكانة الاجتماعية، وكان المكياج يُستخدم بشكل رئيسي من قبل النبلاء.
في إنجلترا في العصور الوسطى، خاصة في زمن الملكة إليزابيث الأولى، كان الرجال يُعطون أهمية كبيرة لمظهرهم باستخدام البودرة البيضاء لإخفاء عيوب الوجه.
كما كان بعض الرجال في اليابان في القرن السابع عشر، وخاصة ممثلو مسرح الكابوكي، يعتمدون على المكياج المبالغ فيه، حيث كان يُستخدم أحمر الشفاه والألوان الجريئة لتكوين الشخصيات المسرحية.
المكياج في العصر الحديث
تطور استخدام المكياج لدى الرجال في العصور الحديثة ليصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة الفنانين والمشاهير.
في هوليوود القديمة، كان المكياج جزءًا من روتين الممثلين الرجال ليس فقط لإخفاء العيوب ولكن لتحسين مظهرهم وتقديم صورة مثالية على الشاشة.
في العصر الحالي، أصبح المكياج جزءًا من حياة العديد من الرجال، ليس فقط في عالم الفن والميديا، بل في الحياة اليومية أيضًا.
أحد أبرز الأمثلة على ذلك هو النجم الأمريكي دواين “ذا روك” جونسون، الذي كشف في إحدى منشوراته على إنستغرام عن كيف قامت بناته بتحويل مظهره باستخدام المكياج.
وأوضح جونسون كيف يشعر بالفخر عندما يرى نفسه بشكل مختلف بفضل لمسات المكياج التي أضافتها بناته، مؤكدًا أنه يراها تجربة ممتعة بعيدًا عن الصورة النمطية المرتبطة بالمكياج.