كيف يطور العلماء لقاحات الأنفلونزا كل عام؟

كيف يطور العلماء لقاحات الأنفلونزا كل عام؟

ماذا حدث؟

كل عام، يجتمع حوالي 40 عالماً من جميع أنحاء العالم مرتين لمدة خمسة أيام كاملة لاختيار سلالات فيروس الأنفلونزا التي ستدخل في اللقاح الجديد. يحدث الاجتماع الأول في فبراير لتحديد لقاح نصف الكرة الشمالي، والثاني في سبتمبر لنصف الكرة الجنوبي.

يعتمد القرار على بيانات تجمعها شبكة عالمية تضم أكثر من 150 مركزاً وطنياً للأنفلونزا في 120 دولة، بالإضافة إلى خمسة مراكز تعاون مع منظمة الصحة العالمية.

يرسل كل مركز عينات الفيروسات التي يعزلها من المرضى، ثم تُحلل هذه العينات مخبرياً لمعرفة مدى تغيّرها الجيني ومدى انتشارها ومدى مقاومتها للقاحات السابقة.

بعد مناقشات مكثفة، يُصوَّت على ثلاث أو أربع سلالات (اثنتان من نوع A وواحدة أو اثنتين من نوع B) تدخل التركيبة الجديدة، ويستغرق إنتاج اللقاح وتوزيعه حوالي ستة أشهر، لذلك يجب أن يكون القرار دقيقاً جداً.

لماذا هذا مهم؟

فيروس الأنفلونزا يتغير باستمرار بسبب ظاهرة تُسمى الانجراف المناعي، أي حدوث طفرات صغيرة تجعل المناعة القديمة أقل فعالية. إذا اختار العلماء سلالات خاطئة، تنخفض نسبة الحماية وقد تحدث موجات وبائية شديدة.

في عام 2025، يتوقع خبراء أن يكون موسم الأنفلونزا في أوروبا وأمريكا الشمالية قاسياً، بينما سجلت أستراليا أعلى أرقام إصابات في تاريخها خلال شتائها الماضي.

التنسيق العالمي يسمح بمشاركة المعلومات فوراً، فيقلل من المفاجآت ويضمن أن اللقاح يحمي أكبر عدد ممكن من الناس.

كما أن التعاون يساعد على اكتشاف سلالات جديدة خطيرة مبكراً، مثل ما حدث مع أنفلونزا الطيور H5N1 في السنوات الأخيرة.

ماذا بعد؟

مع تطور تقنيات الجيل التالي، يعمل العلماء على لقاحات “عالمية” تحمي من كل سلالات الأنفلونزا لسنوات طويلة بدلاً من تجديدها سنوياً.

في الوقت الحالي، سيستمر النظام الحالي مع تحسينات: زيادة استخدام التسلسل الجيني السريع، وتوسيع شبكة المراقبة في إفريقيا وجنوب شرق آسيا، وتطوير لقاحات تعتمد على الحمض النووي أو الرنا المرسال لتقليل وقت الإنتاج إلى أسابيع بدلاً من أشهر.

في الموسم القادم 2026-2027، قد نشهد لقاحاً يحتوي على أربع سلالات كاملة في نصف الكرة الشمالي كإجراء احترازي.

في النهاية، كلما زادت دقة التنبؤ وسرعة الإنتاج، كلما قلّ عدد الوفيات والمضاعفات التي تسببها الأنفلونزا كل شتاء.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *