كيف يبطئ الإبداع شيخوخة الدماغ؟

احذر الدهون الحشوية.. دراسة تثبت علاقتها بشيخوخة الدماغ

ماذا حدث؟

في دراسة دولية شملت 13 دولة ونشرت في 27 أكتوبر 2025، اكتشف علماء الأعصاب كارلوس كورونيل وأوغوستين إيبانيز أن الإبداع يُبطئ شيخوخة الدماغ بشكل ملحوظ.

شملت الدراسة نحو 1400 مشارك، بينهم خبراء في التانغو، الموسيقى، الفنون البصرية، والألعاب الإلكترونية، ومقارنين غير خبراء بنفس العمر والتعليم.

استخدم الباحثون تقنيات “مغناطيسية كهربائية” و”كهربائية دماغية” لتسجيل النشاط الدماغي في الوقت الحقيقي، ثم دربوا نماذج ذكاء اصطناعي لإنشاء “ساعات دماغية” تقدّر عمر الدماغ بناءً على الأنماط العصبية.

أظهرت النتائج أن راقصي التانغو يملكون أدمغة تبدو أصغر بأكثر من سبع سنوات من أعمارهم الحقيقية، والموسيقيين والفنانين بخمس إلى ست سنوات، واللاعبين بأربع سنوات.

في تجربة فرعية، خضع غير الخبراء لتدريب 30 ساعة فقط على لعبة “ستاركرافت 2” الاستراتيجية، فانخفض عمر دماغهم بين سنتين وثلاث سنوات.

كلما زادت الممارسة، زاد التأثير، بغض النظر عن نوع الإبداع.

لماذا هذا مهم؟

تُثبت الدراسة لأول مرة علمياً أن الإبداع ليس مجرد متعة عاطفية أو ثقافية، بل علاج بيولوجي للدماغ، يُحافظ على شبكاته العصبية ويُبطئ تدهورها.

استخدم الباحثون نماذج “فيزيائية حيوية” – أدمغة رقمية تُحاكي الواقع بدقة – ليُظهروا أن الإبداع يُقوي الاتصالات بين مناطق التركيز والتعلم، التي تتآكل أولاً مع التقدم في العمر، مما يُحسن كفاءة التواصل الدماغي كشبكة طرق حديثة.

هذا يُعيد تعريف الصحة الدماغية من “غياب المرض” إلى “المرونة والكفاءة”، ويُبرز الإبداع كبديل رخيص ومتاح للرياضة البدنية في مكافحة الشيخوخة.

في عالم يواجه تزايد أمراض الخرف، تُقدم الدراسة دليلاً قوياً على أن الرقص أو الرسم أو اللعب قد يُؤخر التراجع المعرفي، مما يُعزز الرفاهية العاطفية والاجتماعية، ويُدعم إعادة تصميم التعليم والسياسات الصحية لتشمل الفنون كعلاج وقائي.

ماذا بعد؟

ستُشجع النتائج على دمج الإبداع في برامج الصحة العامة، مثل ورش الرقص أو الفنون لكبار السن، وربما تطبيقات رقمية تُدرب الدماغ عبر الألعاب.

يخطط الباحثون لدراسات طولية تُتابع المشاركين سنوات لتأكيد الوقاية من الخرف، وتجارب سريرية على مرضى الزهايمر المبكر.

قد تُطور تقنيات “ساعات الدماغ” لتصبح أدوات تشخيصية منزلية، تُراقب تأثير الهوايات يومياً.

على المدى الطويل، قد يُغير هذا الاكتشاف سياسات التعليم ليُركز على الإبداع بدلاً من الحفظ، ويُلهم صناعات جديدة تجمع بين الفن والتكنولوجيا للشيخوخة الصحية، مما يُثبت أن كل خطوة رقص أو ضربة فرشاة ليست مجرد فن، بل استثمار في شباب الدماغ.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *